القاسم بن عثمان أبو العلاء الحضرمي  ، عن  أنس  
 2573  - أخبرنا  زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي   - بأصبهان   - أن أبا  [ ص: 140 ] عبد الله الحسين بن عبد الملك  أخبرهم ، أبنا  إبراهيم بن منصور الخباز  ، أبنا أبو بكر محمد بن إبراهيم  ، أبنا  أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى  ، ثنا  محمود بن خداش  ، ثنا  إسحاق بن يوسف الأزرق  ، ثنا القاسم بن عثمان أبو العلاء البصري  ، عن  أنس بن مالك  ، أن رجلا من بني زهرة لقي  عمر  قبل أن يسلم ، قال : وهو متقلد السيف ، فقال : أين تعتمد يا  عمر  ؟ فقال : أريد أن أقتل محمدا   ! ! قال : فكيف تأمن في بني هاشم  وبني زهرة  وقد قتلت محمدا  ؟ قال : ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي هو أنت عليه ؟ قال : أفلا أدلك على العجب يا  عمر  ؟ إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينهما الذي هما عليه . 
قال : فمشى إليهما ذامرا - قال إسحاق   : يعني متغضبا - حتى دنا من الباب ، قال : وعندهما رجل يقال له خباب  يقرئهما سورة ( طه ) . 
 [ ص: 141 ] قال : فلما سمع خباب  حس  عمر  دخل تحت سرير لهما ، فقال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ قالا : ما عدا حديثا تحدثنا بيننا ، فقال : لعلكما قد صبوتما وتركتما دينكما الذي أنتم عليه ؟ فقال ختنه : يا  عمر  أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟ قال : فأقبل على ختنه فوطئه وطئا شديدا ، قال : فدفعته أخته عن زوجها ، فضرب وجهها ، فدمي وجهها ، قال : فقالت له : أرأيت إن كان الحق في غير دينك ؟ اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا  رسول الله ، قال : فقال  عمر   : أروني هذا الكتاب الذي كنتم تقرءون ، قال : وكان  عمر  يقرأ الكتب ، قال : فقالت أخته : لا ، أنت رجس ، أعطنا موثقا من الله لتردنه علينا ، وقم فاغتسل وتوضأ ، قال : ففعل ، قال : فقرأ عمر : طه  ما أنـزلنا عليك القرآن لتشقى  إلى قوله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري  إن الساعة آتية أكاد أخفيها  قال  عمر   : دلوني على محمد  ، قال : فلما سمع خباب  قول  عمر   " دلوني على محمد   " - صلى الله عليه وسلم - خرج إليه فقال : أبشر يا  عمر  فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية الخميس ..اللهم أعز الدين  بعمر بن الخطاب  أو بعمرو بن هشام   . 
قال : قالوا : هو في الدار التي في أصل الصفا  يوحى إليه ، قال : فانطلق  عمر  وعلى الباب  حمزة بن عبد المطلب  وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة  وجل القوم من  عمر  ، قال : نعم ، فهذا  عمر ،  فإن يرد الله به خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يكن غير ذلك يكن قتله علينا هينا ، قال : فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، فقال : ما أنت بمنته يا  عمر  حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة  ، اللهم اهد  عمر بن الخطاب  ، اللهم أعز الدين  بعمر  ، فقال  عمر   : أشهد أنك  [ ص: 142 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم ثم قال : أخرج يا رسول الله .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					