( باب المجمل ) ( لغة : المجموع ) من أجملت الحساب ( أو المبهم ) قال ابن قاضي الجبل    : هو لغة من الجمل ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم عن اليهود    " جملوها " أي خلطوها ، ومنه العلم الإجمالي ، لاختلاط المعلوم بالمجهول ، وسمي ما يذكر في هذا الباب مجملا لاختلاط المراد بغيره ( أو المحصل ) من أجمل الشيء إذا حصله ( واصطلاحا ) أي والمجمل في اصطلاح الأصوليين ( ما ) أي لفظ أو فعل ( تردد بين محتملين فأكثر على السواء ) واحترز بقوله " بين محتملين " عما له محمل واحد كالنص ، وقوله " على السواء " احتراز عن الظاهر وعن الحقيقة التي لها مجاز ، وشمل القول والفعل والمشترك والمتواطئ وقال  ابن الحاجب    : المجمل ما لم تتضح دلالته . وقال ابن مفلح  والسبكي    : ما له دلالة غير واضحة   ( وحكمه ) أي المجمل    ( التوقف على البيان الخارجي ) فلا يجوز العمل بأحد محتملاته إلا بدليل خارج عن لفظه لعدم دلالة لفظه على المراد به . وامتناع التكليف بما لا دليل عليه ( وهو ) أي المجمل ( في الكتاب ) أي القرآن ( و ) في ( السنة ) أي الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، خلافا  لداود الظاهري    . قال بعضهم : لا نعلم أحدا قال به غيره . والحجة عليه من الكتاب والسنة بما لا يحصى . قال  داود    : الإجمال بدون البيان لا يفيد . ومعه تطويل ، ولا يقع في كلام البلغاء ، فضلا عن كلام الله سبحانه وتعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم . والجواب : أن الكلام إذا ورد مجملا ، ثم بين وفصل أوقع عند النفس من ذكره مبينا ابتداء . . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					