مسألة الأخذ بأقل ما قيل ليس تمسكا بالإجماع  ، 
خلافا لبعض الفقهاء . ومثاله : أن الناس اختلفوا في دية اليهودي فقيل : إنها مثل دية المسلم ، وقيل : إنها مثل نصفها ، وقيل :  [ ص: 159 ] إنها ثلثها ، فأخذ  الشافعي  بالثلث الذي هو الأقل وظن ظانون أنه تمسك بالإجماع ، وهو سوء ظن  بالشافعي  رحمه الله فإن المجمع عليه وجوب هذا القدر فلا مخالف فيه ، وإنما المختلف فيه سقوط الزيادة ولا إجماع فيه ، بل لو كان الإجماع على الثلث إجماعا على سقوط الزيادة لكان موجب الزيادة خارقا للإجماع ولكان مذهبه باطلا على القطع ، لكن  الشافعي  أوجب ما أجمعوا عليه وبحث عن مدارك الأدلة فلم يصح عنده دليل على إيجاب الزيادة فرجع إلى استصحاب الحال في البراءة الأصلية التي يدل عليها العقل ، فهو تمسك بالاستصحاب ودليل العقل لا بدليل الإجماع كما سيأتي معناه إن شاء الله تعالى وهذا تمام الكلام في الإجماع الذي هو الأصل الثالث . 
				
						
						
