الفصل الثالث في الأسماء العرفية 
الأسماء العرفية  
اعلم أن الأسماء اللغوية تنقسم إلى وضعية وعرفية ، والاسم يسمى عرفيا باعتبارين 
أحدهما : أن يوضع الاسم لمعنى عام ثم يخصص عرف الاستعمال من أهل اللغة ذلك الاسم ببعض مسمياته ، كاختصاص اسم الدابة بذوات الأربع مع أن الوضع لكل ما يدب ، واختصاص اسم المتكلم بالعالم بعلم الكلام مع أن كل قائل ومتلفظ متكلم ، وكاختصاص اسم الفقيه والمتعلم ببعض العلماء وبعض المتعلمين مع أن الوضع عام قال الله تعالى " وعلم آدم  الأسماء كلها " وقال تعالى : { خلق الإنسان علمه البيان    } وقال عز وجل : { ما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا    } 
الاعتبار الثاني : أن يصير الاسم شائعا في غير ما وضع له أولا بل فيما هو مجاز فيه ، كالغائط المطمئن من الأرض ، والعذرة البناء الذي يستتر به وتقضى الحاجة من ورائه ; فصار أصل الوضع منسيا ، والمجاز معروفا سابقا إلى الفهم بعرف الاستعمال وذلك بالوضع الأول . فالأسامي اللغوية إما وضعية وإما عرفية ، أما ما انفرد المحترفون وأرباب الصناعات بوضعه لأدواتهم فلا يجوز أن يسمى عرفيا ; لأن مبادئ اللغات والوضع الأصلي كلها كانت كذلك فيلزم أن يكون جميع الأسامي اللغوية عرفية . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					