[ ص: 180 ] تنبيه [ الإعجاز في قراءة كلام الله    ] 
الإعجاز يقع عندنا في قراءة كلام الله لا في نفس كلامه على الصحيح من أقاويل أصحابنا كما قاله  الأستاذ أبو منصور  في " المقنع " . واحتج عليه بأن الإعجاز دلالة الصدق ودلالة الصدق لا تتقدم الصدق ، وكلام الله تعالى أزلي ، فوجب أن ينصرف ذلك إلى القراءة الحادثة ، ولأن الإعجاز وقع في النظم ، والنظم يقع في القراءة ، وكلام الله ليس بحرف ولا صوت . 
فأما قوله تعالى : { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله    } فالمراد قراءة القرآن بدليل أنه تحدى بالسورة ، والسورة ترجع إلى القرآن لا إلى المقروء . 
قال : وذهب بعض أصحابنا إلى إثبات نفس كلام الله معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم ، واقتدى ببعض سلفنا في ذلك ممن كان يتعاطى التفسير . والتحقيق : ما ذكرناه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					