التفسير:
تقدم القول في معنى {والضحى} .
ومعنى والليل إذا سجى : إذا سكن، عن قتادة وزيد بن أسلم وغيرهما، وعن قتادة أيضا: جاء، وعن ابن عباس: ذهب، الضحاك: غطى كل شيء.
وقوله: ما ودعك ربك : من التوديع، ومن خفف; فمعناه: تركك، واستعماله قليل.
وما قلى أي: وما أبغضك.
وسبب نزول هذه السورة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أبطأ عنه الوحي، حتى قال المشركون: ودع محمدا ربه، وقلاه، روي معناه عن ابن عباس وغيره.
[ ص: 123 ] وقوله: ولسوف يعطيك ربك فترضى : قال ابن عباس: لم يرض محمد صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحد من أمته النار، فهذه أرجى آية في القرآن.
وقوله: ألم يجدك يتيما فآوى يعني: كون النبي صلى الله عليه وسلم في حجر عمه أبي طالب، فجعل له مأوى، وأغناه.
وقوله: ووجدك ضالا فهدى : قيل: معناه: وجدك لا تعرف طريق الحق; فهداك إليه.
وقيل: المعنى: وجدك ضالا عما أنت عليه الآن من النبوة والشريعة.
وقيل: المعنى: وجدك في قوم ضلال; فهداهم بك.
وقيل: معنى قوله: {ضالا} : منسوبا إلى الضلالة.
وقوله: ووجدك عائلا فأغنى أي: فقيرا.
وقوله: فأما اليتيم فلا تقهر أي: لا تقهره بأخذ ماله، وقيل: لا تغضبه.
وأما السائل فلا تنهر : قال الفراء: يعني: سائل الأبواب، أعطه، أو فاردده، ولا تنهره، وقال الحسن: هو سائل العلم، وليس بسائل الطعام والشراب.
وأما بنعمة ربك فحدث : قال مجاهد: بالنبوة، وقيل: هو شكر الله على نعمه.


