الإعراب: 
وأجل مسمى عنده   :  ابتداء و خبر. 
وهو الله في السماوات   : (هو): ضمير اسم من أسماء الله تعالى، [وهو مرفوع بالابتداء]، واسم الله خبره، وموضع (في السماوات): نصب على الحال من (السر والجهر)، والعامل فيه محذوف، كما يكون محذوفا إذا قدرت قولك: 
(في الدار)، من قولك: (زيد في الدار) حالا، قاله أبو علي،  قال: ولا يجوز أن يتعلق بـ(السر) نفسه; لأنه يصير من صلته، فلا يجوز تقديمه عليه، قال: ولا يكون (هو) ضمير القصة والشأن; كقوله: فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا   [الأنبياء: 97]; لأنك حينئذ تفصل بين المبتدأ الذي هو اسم الله، وبين خبره الذي هو (يعلم سركم); بشيء ليس يتعلق بالمبتدأ ولا بالخبر، وإنما هو متعلق  [ ص: 561 ] بمفعول الخبر، فيكون فصلا بأجنبي، وقوله: (في السماوات وفي الأرض)، وإن كان ظرفا، والفصل بين المبتدأ وخبره بما يتعلق بالخبر إذا كان ظرفا جائز; فإنه في تقدير الحال، فكما لا يجوز ذلك في الحال; كذلك لا يجوز في الظرف المقام مقامها، وتقدم تقدير الآية ومواقفها. 
ألم يروا كم أهلكنا   : العامل في: (كم): (أهلكنا) ولا يعمل فيها (يروا); لأنها استفهام. 
ولقد استهزئ   : اللام لام القسم. 
فحاق بالذين سخروا منهم   : الفاء: عاطفة فعلا ماضيا على فعل ماض، وفيه معنى الجزاء; لأن الثاني جزاء على الأول، و (ما): يجوز أن تكون بمعنى (الذي)، ويجوز أن تكون بمعنى المصدر، ويقدر حذف المضاف; أي: حاق بهم عاقبة استهزائهم. 
 [ ص: 562 ] ليجمعنكم إلى يوم القيامة   : موضع (ليجمعنكم) يجوز أن يكون نصبا على البدل من (الرحمة)، وهو جواب (كتب); ومعناه: أوجب، ومعنى البدل: أن اللام بمعنى: (أن); والمعنى: كتب ربكم على نفسه أن يجمعكم، وكذلك قال كثير من النحويين في قوله: ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه   [يوسف: 35]: إن المعنى: أن يسجنوه، و (أن): هي الفاعلة. 
ويجوز ألا يكون لقوله: (ليجمعنكم) موضع من الإعراب، ويكون على تقدير استئناف القسم; والتقدير: والله ليجمعنكم، والوقف على (الرحمة) - على هذا- تام. 
الذين خسروا أنفسهم   : يجوز أن يكون موضع (الذين) رفعا بالابتداء، والخبر: فهم لا يؤمنون   . 
 الأخفش:  يجوز أن يكون موضعه نصبا على البدل من الكاف والميم  [ ص: 563 ] في (ليجمعنكم)، وأنكره المبرد، وقال: لا يجوز أن يكون البدل من المخاطب، ولا من المخاطب; لأنه لا يشكل فيبين. 
القتبي: يجوز أن يكون جرا على البدل من (المكذبين) الذين تقدم ذكرهم، أو على النعت لهم. 
فاطر السماوات والأرض   : نعت لاسم الله عز وجل، ويجوز رفعه على إضمار مبتدأ، ونصبه على المدح، ذكره  الزجاج.  
أبو علي:  يجوز نصبه على فعل مضمر; كأنه قال: أأترك فاطر السماوات والأرض؟ لأن قوله: أغير الله أتخذ وليا  يدل على ترك الولاية له، وحسن إضماره; لقوة هذه الدلالة. 
ومن قرأ: (ولا يطعم); فمعناه: أنه غير محتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوقون من الغذاء، ومعنى (لا يطعم): لا يرزق، كما تقدم. 
 [ ص: 564 ] قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم   : اعترض قوله: ( إن عصيت ربي) بين الفعل والمفعول; لأنه بمنزلة الاعتراض المؤكد للمعنى، فهو قائم بنفسه; ومثله: الاعتراف بالقسم. 
وموضع ( إن): يجوز أن يكون نصبا; لأنه في موضع الحال، والتقدير: قل: إني أخاف عاصيا ربي عذاب يوم عظيم، ويجوز ألا يكون لها موضع; إذ هو اعتراض بكلام تام، على ما تقدم. 
ومن قرأ: (من يصرف عنه يومئذ); فالفاعل مضمر يرجع إلى (ربي)، والضمير المنصوب العائد على (العذاب) محذوف; التقدير: من يصرف الله العذاب عنه يوم القيامة; فقد رحمه، ويقويها قوله: (فقد رحمه)، ومن قرأ: (يصرف); ففي الفعل ضمير مستكن مرفوع هو اسم ما لم يسم فاعله، وهو راجع إلى (العذاب); التقدير: من يصرف العذاب عنه، ويقوي ذلك قوله: ليس مصروفا عنهم   [هود: 8]. 
وبني (يومئذ)، لإضافته إلى مبني على غير جهة الإضافة الأصلية، فضارع الأسماء المركبة، واكتسى البناء من هذه الإضافة. 
وهو القاهر فوق عباده   : يحتمل (فوق) أن يكون ظرفا والمعنى: أن قهره قد استعلى فوق عباده، ويحتمل أن يكون حالا فيه ذكر [ما في اسم الفاعل  [ ص: 565 ] التقدير: وهو الذي قهر عاليا على عباده، ولا يجوز أن يكون فيه ذكر] من الألف واللام; لأنه لا عامل في الحال; إذ لا معنى) فعل في (هو)، ولا في الألف واللام. 
(وأوحى إلي هذا القرآن): هذه القراءة على تقدير: وأوحى الله إلي هذا القرآن، وإلى معناها ترجع قراءة الجماعة. 
ومن قرأ: (إنكم لتشهدون) على الخبر; فعلى أنه حقق عليهم شركهم، والاستفهام على معنى التقرير والتوبيخ. 
				
						
						
