فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم   الآية. 
قال  ابن عباس   : الويل: العذاب، وعنه أيضا: واد في جهنم، وروي نحوه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) . 
وعن  ابن عباس  أيضا: هو ما يسيل من صديد أهل النار،  الأصمعي   : القيح. 
 [ ص: 258 ] وروي عن  عثمان   (رضي الله عنه) : أن الويل: جبل في النار. 
وأصل الويل: الهلاك، العرب تقول لكل من وقع في هلكة: (ويل له) . 
والآية في الذين غيروا صفة النبي عليه الصلاة والسلام من التوراة. 
وقوله: {بأيديهم} تأكيد; إذ قد يأمرون به، فنسب إليهم. 
 ابن السراج   : يحتمل أن يكون معنى {بأيديهم} : من تلقائهم، من غير أن ينزل عليهم. 
وويل لهم مما يكسبون  قيل: من الذنوب، وقيل: من المال الحرام. 
وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة   ابن عباس   : زعموا أن العذاب إنما ينالهم إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم، ثم تذهب جهنم وتهلك، وإن ما بين طرفيها إلى شجرة الزقوم أربعين سنة. 
 الحسن   : قالوا: نعذب عدد الأيام التي عبدنا فيها العجل. 
 مجاهد   : قالوا: الدنيا سبعة آلاف سنة، نعذب لكل ألف يوما. 
السدي: قالوا: نعذب، فإذا أكلت النار خطايانا; نودي: أخرجوا كل مختون، فقال الله تعالى: قل أتخذتم عند الله عهدا  ، وهو تقرير وتوبيخ. 
و {أم} يجوز أن تكون متصلة معادلة لألف الاستفهام; فيكون المعنى: 
 [ ص: 259 ] أتقولون على الله ما لا تعلمون أم ما تعلمون؟ أو منقطعة; فيتم الكلام على {عهده} ، ثم ابتدأ: أم تقولون على الله ما لا تعلمون  على معنى: بل تقولون على الله. 
 ابن عباس   : معنى قل أتخذتم عند الله عهدا    : هل قلتم: لا إله إلا الله، ولم تشركوا، ولم تغيروا؟ثم رد الله تعالى قولهم فقال: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون   عطاء،  وغيره: السيئة ههنا: الشرك. 
وهذه الآية في اليهود والتي تليها في أمة محمد   (صلى الله عليه وسلم) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					