التفسير: 
تلك آيات الكتاب الحكيم   : قيل: {تلك} بمعنى: (هذه) ، وقيل: المعنى: تلك التي جرى ذكرها. 
 مجاهد:  المعنى: تلك آيات التوراة والإنجيل، وعنه أيضا: المعنى: تلك آيات القرآن، وهو اختيار  الطبري.  
والقرآن كالناطق بالحكمة؛ لما فيه من البرهان والبيان؛ فلذلك وصف بـ(حكيم) . 
وقوله تعالى: أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم  يعني: أهل مكة،   [ ص: 324 ] روي أنهم قالوا: لم يجد الله رسولا إلا يتيم أبي طالب،  فنزلت الآية. 
وقوله تعالى: أن لهم قدم صدق عند ربهم   : قال  ابن عباس:  المعنى: منزل صدق. 
 الطبري:  معنى قدم صدق   : عمل صالح. 
وقيل: هو السابقة. 
 الحسن،   وقتادة:  هو محمد  صلى الله عليه وسلم، وعن  الحسن  أيضا: مصيبتهم في النبي صلى الله عليه وسلم. 
 مجاهد:  سبقت لهم السعادة في الذكر الأول. 
وقوله تعالى: ما من شفيع إلا من بعد إذنه   : هذا رد على الكفار في قولهم فيما عبدوه من دون الله: هؤلاء شفعاؤنا عند الله   [يونس: 18]، فأعلم الله تعالى أن أحدا لا يشفع لأحد إلا بإذنه،  فكيف بشفاعة أصنام لا تعقل؟!وقوله تعالى: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل   : قيل: المعنى: وقدرهما، فوحد إيجازا واختصارا؛ كما قال: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها   [الجمعة: 11]. 
وقيل: إن الإخبار عن القمر وحده؛ إذ به تحصى الشهور التي عليها العمل في المعاملات ونحوها. 
وقوله تعالى: إن الذين لا يرجون لقاءنا  أي: لا يخافون، وقيل: المعنى: لا يرجون ثواب لقائنا. 
 [ ص: 325 ] قال بعض العلماء: لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد.  
وقال بعضهم: بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى. 
ومعنى: واطمأنوا بها   : سكنوا إليها. 
وقوله تعالى: يهديهم ربهم بإيمانهم   : قال  مجاهد:  يجعل لهم نورا يمشون به، وقيل: المعنى: يهديهم لدينهم بإيمانهم. 
تجري من تحتهم الأنهار  أي: من دونهم، ومن بين أيديهم. 
وقوله تعالى: دعواهم فيها سبحانك اللهم  أي: دعاؤهم فيها تنزيه ربهم عن السوء. 
وتحيتهم فيها سلام  أي: يحيي بعضهم بعضا بالسلام، وحكى  سيبويه:   (الدعوى) بمعنى: الدعاء، ومعنى قول أحدهم لصاحبه: {سلام} ؛ أي: سلمت مما ابتلي به أهل النار، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم:  "أن أهل الجنة يلهمون الحمد والتسبيح،  كما يلهمون النفس". 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					