التفسير: 
قوله: وتقطعون السبيل   يعني: سبيل الولد بإتيان الذكران، وقيل: كانوا يتلقون الناس في الطرق للفساد، وقيل: كانوا يقطعون الطريق؛ لأخذ الأموال. 
وقوله: وتأتون في ناديكم المنكر   : قال جماعة من المفسرين: كانوا يضحكون من أهل الطريق، ويخذفونهم، روته  أم هانئ  عن النبي صلى الله عليه وسلم. 
 [ ص: 194 ]  ابن عباس  وغيره: كانوا يتضارطون في مجالسهم. 
 مجاهد:  كانوا يأتون الرجال في مجالسهم، و (النادي): المجلس. 
وقوله: ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون  قال  قتادة:  هي الحجارة التي أبقيت. 
وقوله: وعادا وثمود  أي: وأهلكنا عادا وثمودا. 
 الكسائي:  هو معطوف على قوله: ولقد فتنا الذين من قبلهم   [العنكبوت: 3]. 
وكانوا مستبصرين  أي: في الضلالة، وقيل: هو مثل قوله: وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا   [النمل: 14]؛ فالمعنى: أنهم عرفوا الحق من الباطل. 
وقوله: فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا  يعني: قوم لوط. 
ومنهم من أخذته الصيحة  يعني: ثمود، وأهل مدين. 
ومنهم من خسفنا به الأرض   : قارون.  
ومنهم من أغرقنا   : قوم نوح،  وقوم فرعون. 
وقوله: مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا  المعنى: أن المعبود من دون الله لا ينفع؛ لضعفه؛ كما أن بيت العنكبوت لا يقي، ولا يغني. 
 [ ص: 195 ] وقوله: إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء   : {ما}: بمعنى: (الذي)، و {من}: للتبعيض؛ والمعنى: يعلم ضعف ما تدعون من دونه. 
وقوله: اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر   : 
قال  ابن عمر:   {الصلاة} ههنا: القرآن؛ والمعنى: أن الذي يتلى في الصلاة ينهى عن الزنا والمعاصي. 
وقوله: ولذكر الله أكبر  قال  ابن مسعود،   وابن عباس،  وغيرهما: المعنى: ولذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته، وهذا اختيار  الطبري.  
 السدي:  ولذكر العبد الله في الصلاة [أكبر من الصلاة]. 
وقيل: المعنى: ولذكركم الله أكبر من كل شيء؛ أي: أفضل من العبادات كلها بغير ذكر الله، روي معناه عن  قتادة،   وابن زيد،  وغيرهما. 
 أم الدرداء  قالت: إن صليت؛ فهو من ذكر الله، وإن صمت؛ فهو من ذكر الله، [وكل خير تعمله فهو من ذكر الله، وكل شيء تجتنبه لله فهو من  [ ص: 196 ] ذكر الله]. 
وقوله: وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون  أي: لو كنت تقرأ الكتاب، وتكتب؛ ارتاب المبطلون، وقالوا: إنما يأتي به مما أخذه من الكتب. 
وقوله: بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم  أي: بل القرآن آيات بينات [في صدور الذين أوتوا العلم]. 
 قتادة،   والضحاك:  المعنى: بل النبي صلى الله عليه وسلم آيات بينات. 
[وقيل: المعنى: بل العلم بأنه لا يقرأ ولا يكتب، آيات بينات] في صدور الذين أوتوا العلم، وهذا اختيار  الطبري.  
وقوله: أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم   : روي: أن سبب نزول هذا قوم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب فيه خبر من أخبار الأمم. 
وقوله: يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة  يعني: أرض الدنيا؛ أي: إذا أمرتم بالمعاصي؛ فاهربوا، عن  ابن جبير.  
 [ ص: 197 ]  مطرف ابن الشخير:  المعنى: إن رزقي لكم واسع؛ فابتغوه في الأرض. 
 مجاهد:  هاجروا، واعتزلوا الأوثان. 
وقيل: المعنى: إن أرضي التي هي أرض الجنة واسعة، فاعبدوني حتى أورثكموها. 
وقوله: لنبوئنهم من الجنة غرفا  أي: لننزلنهم. 
ومن قرأ: {لنثوينهم} ؛ فالمعنى: لنعطينهم غرفا يثوون فيها. 
وقوله: وكأين من دابة لا تحمل رزقها   : قال  مجاهد:  يعني: الطير والبهائم. 
سفيان:  لا تحمل  أي: لا تخبأ. 
 [ ص: 198 ] وقيل: (الحمل) بمعنى: (الحمالة). 
وقوله: وإن الدار الآخرة لهي الحيوان   : قال  مجاهد:  يعني: الجنة التي لا موت فيها. 
وقوله: ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون   : يجوز أن تكون اللام فيهما لام (كي)، ويجوز أن تكون لام الأمر؛ والمعنى: الوعيد، والتهديد. 
				
						
						
