وما كان الله ليضيع إيمانكم  أي: صلاتكم إلى القبلة الأولى؛  وذلك لأنهم قالوا: ما يصنع من مات وهو يصلي إليها؟ 
إن الله بالناس لرءوف رحيم   (الرأفة): أشد الرحمة. 
قد نرى تقلب وجهك في السماء   : هذا حين كان يجب أن يحول إلى الكعبة؛  ولم يدع بما أحبه من ذلك حتى أذن له. 
وقيل: كان ينتظر وعدا وعد به، وكانت محبته الكعبة  من أجل أنها أدعى للعرب، إلى الإسلام. 
 [ ص: 365 ]  ابن عباس   : لأنها قبلة إبراهيم،   مجاهد   : ليخالف اليهود. 
ومعنى {ترضها} تحبها. 
و شطر المسجد الحرام   : نحوه،  ابن عباس   : ول وجهك نحو البيت  كله،  ابن عمر   : حيال الميزاب. 
وصلى النبي صلى الله عليه وسلم - فيما روي - إلى القبلة الأولى من ليلة سبع عشرة من ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة، إلى أن تحول إلى القبلة في رجب من السنة الأخرى،  وقيل: جمادى الآخرة. 
وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم  يعني: اليهود، وقيل: هم النصارى. 
ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك   : عام يراد به الخاص. 
وأجيبت (لئن) بجواب (لو) في هذا، وفي قوله: ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون   [الروم: 53]، والمعنى: (ليظلن) ؛ لأن أصل (إن) للمستقبل، و (لو) للماضي، كما أجيبت (لو) بجواب (لئن) في نحو: ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة   [البقرة: 103]؛ لأن الماضي وليها كما يلي (لو)، وكل واحدة من (لو) و (لئن) عند  سيبويه  على بابها، وإنما تداخلتا في الجواب: لدلالة اللام على معنى  [ ص: 366 ] القسم، فجاء الجواب كجواب القسم. 
 الأخفش   : لما تقاربتا تداخلتا في الجواب، فاستعمل كل واحدة منهما مكان الأخرى، وأصل (لو) للماضي، ويمتنع بها الشيء لامتناع غيره، و (لئن) للمستقبل، ويقع بها الشيء لوقوع غيره. 
وقوله: وما أنت بتابع قبلتهم    : إعلام من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام أنه لا ينسخ الاستقبال إلى الكعبة.  
وما بعضهم بتابع قبلة بعض  أي: لا تصير اليهود نصارى كلهم، ولا تصير النصارى يهودا كلهم. 
الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم  أي: يعرفون أن البيت الحرام  قبلة إبراهيم،  ومن قبله من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، [قاله  ابن عباس،  وغيره. 
 قتادة   : يعرفون النبي عليه الصلاة والسلام]. 
وإن فريقا منهم ليكتمون الحق  ولم يقل: وإنهم؛ لأن منهم من أسلم. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					