الإعراب:  
سبح لله ما في السماوات والأرض   : حذفت (ما) قبل {الأرض}، وهي نكرة موصوفة، وقامت الصفة مقام الموصوف، ولا تقدر (ما) المحذوفة بمعنى: (الذي) ؛ لأن الصلة عند البصريين لا تقوم مقام الموصول، وأجازه الكوفيون. 
ومن رفع قوله وكلا وعد الله الحسنى  ، فلأن المفعول إذا تقدم، ضعف عمل الفعل، والهاء محذوفة من (وعده) ، ومن نصب، فهو منصوب بـ (وعد) . 
 [ ص: 345 ] يوم ترى المؤمنين   : العامل في {يوم} : وله أجر  ، فالعامل فيه معنى الملك، وقيل: العامل فيه (وعد) . 
ومن قرأ: {وبإيمانهم} ، بالكسر، أراد: الإيمان الذي هو ضد الكفر، وعطف ما ليس بظرف على الظرف، لأن معنى الظرف الحال، وهو متعلق بمحذوف، والمعنى: يسعى كائنا بين أيديهم، وكائنا بإيمانهم، وليس قوله: بين أيديهم  متعلقا بنفس {يسعى} . 
وتقدم القول في {وبأيمانهم} في التفسير. 
بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار   : التقدير: يقال لهم: بشراكم اليوم دخول جنات، ولا بد من تقدير حذف المضاف، لأن (البشرى) حدث، و(الجنة) عين، فلا تكون هي هي. 
خالدين فيها   : حال من (دخول) المحذوف، التقدير: بشراكم اليوم دخول جنات مقدرين الخلود فيها، ولا تكون الحال من {بشراكم} ، لأن فيه فصلا بين الصلة والموصول، ويجوز أن يكون مما دل عليه (البشرى) ، كأنه قال: 
 [ ص: 346 ] يبشرون خالدين. 
ويجوز أن يكون الظرف الذي هو {اليوم} خبرا عن {بشراكم} ، و {جنات} بدلا من (البشرى) ؛ على تقدير حذف المضاف، كما تقدم، و {خالدين} حال حسب ما تقدم. 
وأجاز  الفراء  نصب {جنات} على الحال، على أن يكون {اليوم} خبرا عن {بشراكم} ، وهو بعيد، إذ ليس في {جنات} معنى الفعل. 
وأجاز أن يكون {بشراكم} نصبا، على معنى: يبشرونهم بشرى، وينتصب {جنات} بـ (البشرى) ، وفيه تفرقة بين الصلة والموصول. 
يوم يقول المنافقون والمنافقات   : العامل في {يوم} : ذلك هو الفوز العظيم  ، وقيل: هو بدل من (اليوم) الأول. 
قيل ارجعوا وراءكم  لا موضع ل(وراء) من الإعراب، وليس متعلقا بـ {ارجعوا} ،  [ ص: 347 ] وإنما المعنى: ارجعوا ارجعوا، كما يقال: (وراءك أوسع لك) . 
ومن قرأ: {ألما يأن للذين آمنوا} ، فأصلها (لم) ، زيدت عليها (ما) ، فهي نفي لقول القائل: (قد كان كذا) ، و(لم) : نفي لقوله: (كان كذا) . 
ومن قرأ: {ولا تفرحوا بما أتاكم} ، فمعناه: جاءكم وهو معادل لـ {فاتكم} ، والعائد إلى (ما) في الموضعين الذكر الذي في (فات) ، و(أتى) ، ومن مد، فالفاعل ضمير يعود على اسم الله عز وجل، والعائد إلى (ما) محذوف، التقدير: آتاكموه. 
الذين يبخلون   : ابتداء، وخبره محذوف. 
فإن الله هو الغني الحميد   : من أثبت {هو} ، جاز أن تكون فصلا، [وجاز أن تكون مبتدأ، ومن حذفها، فالأحسن أن تكون فصلا]، لأن حذف  [ ص: 348 ] الفصل أسهل من حذف المبتدأ. 
وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب   : قوله: {ورسله} معطوف على الضمير المنصوب الذي قبله، ولا يكون معطوفا على مفعول {ليعلم} ، لأن فيه فضلا بين الصلة والموصول، لأن قوله: {بالغيب} متعلق بـ {ينصره} ، ولا يتعلق ب(يعلم) . 
وقوله: ورهبانية ابتدعوها   : الأحسن أن تكون (الرهبانية) منصوبة بإضمار فعل، وقيل: إنها معطوفة على (الرأفة والرحمة) ؛ والمعنى على هذا: أن الله أعطاهم إياها، فغيروا، وابتدعوا فيها. 
ومن قرأ: {ليلا يعلم أهل الكتاب} ، فهو على فتح لام الجر، وهي لغة معروفة، ووجه إسكان الياء: أن همزة (أن) حذفت، فصار) لن لا) ، فأدغمت النون في اللام، فصار (للا) ، فلما اجتمعت اللامات، أبدل الوسطى منهن ياء، كما قالوا في (أما) : (أيما) ، وكذلك القول في قراءة من قرأ: {ليلا} ؛  [ ص: 349 ] بكسر اللام، إلا أنه أبقى اللام على اللغة المشهورة فيها، فهو أقوى من هذه الجهة، ومن جهة أن البدل ـ إذا انضم إلى التضعيف الكسر ـ أكثر، لتوالي الثقل. 
* * * 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					