[ ص: 63 ]  69 - قوله تعالى : 
والرسول يدعوكم في أخراكم  
 11189  - أخبرني  هلال بن العلاء  ، حدثنا حسين بن عياش  ، حدثنا  زهير  ، حدثنا  أبو إسحاق  قال : سمعت  البراء بن عازب  يحدث ، قال : جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد - وكانوا خمسين رجلا - عبد الله بن جبير  ، قال : ووضعهم مكانا  ، وقال لهم : إن رأيتمونا تخطفنا الطير ، فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، فإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم ، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم . قال : وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه ، قال : فهزمهم ، قال : فأما والله رأيت النساء يشتددن على الجبل ، بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن ، فقال أصحاب عبد الله بن جبير   : الغنيمة ، أي قوم الغنيمة ، قد ظهر أصحابكم ، فماذا تنتظرون ؟ ! قال عبد الله بن جبير   : أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! فقالوا : إنا والله لنأتين الناس ، فلنصيبن من الغنيمة ، فلما أتوهم ، صرفت وجوههم ، فأقبلوا منهزمين ، فذاك حين يدعوهم الرسول في أخراهم ، فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا ، فأصابوا منا سبعين ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة ، سبعين أسيرا وسبعين قتيلا ، فقال  أبو سفيان   : أفي القوم محمد  ؟ أفي القوم محمد  ؟ فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن  [ ص: 64 ] يجيبوه ، ثم قال : أفي القوم  ابن أبي قحافة  ؟ ثلاث مرات ، قال : أفي القوم ابن الخطاب  ؟ ثلاث مرات ، ثم رجع إلى أصحابه ، فقال : أما هؤلاء فقد قتلوا ، فما ملك  عمر  نفسه ، فقال : كذبت يا عدو الله ، إن الذي عددت لأحياء كلهم ، وقد بقي لك ما يسوؤك ، فقال : يوم بيوم بدر ، والحروب سجال ، إنكم سترون في القوم مثلة لم آمر بها ، ولم تسؤني ، ثم أخذ يرتجز : أعل هبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تجيبوه ؟ فقالوا : يا رسول الله ، ما نقول ؟ قال : قولوا : الله أعلى وأجل ، قال : إن لنا عزى ولا عزى لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تجيبوه ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما نقول ؟ قال : قولوا : الله مولانا ، ولا مولى لكم  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					