3 - ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في  علي   : إن الله جل ثناؤه لا يخزيه أبدا 
 8553  - أخبرنا  محمد بن المثنى  ، قال : حدثنا  يحيى بن حماد  ، قال : حدثنا  الوضاح - وهو أبو عوانة -  قال : حدثنا يحيى  ، قال : حدثنا  عمرو بن ميمون  ،  [ ص: 486 ] قال : 
إني لجالس إلى  ابن عباس  إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا يا هؤلاء ، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : أنا أقوم معكم فتحدثوا ، فلا أدري ما قالوا ، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف ، يقعون في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبدا . فأشرف من استشرف فقال : أين  علي  ؟ وهو في الرحا يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فدعاه ، وهو أرمد ، ما يكاد أن يبصر ، فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا ، فدفعها ، إليه فجاء  بصفية بنت حيي   . 
وبعث  أبا بكر  بسورة التوبة ، وبعث  عليا  خلفه ، فأخذها منه ، فقال : لا يذهب بها رجل إلا رجل هو مني ، وأنا منه  . 
ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن  ، والحسين  ،  وعليا  ،  وفاطمة  ، فمد عليهم ثوبا ، فقال : هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وكان أول من أسلم من الناس بعد  خديجة   . 
ولبس ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونام ، فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يحسبون أنه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء  أبو بكر ،  فقال : يا نبي الله ، فقال  علي   : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذهب نحو بئر ميمون  ، فاتبعه ، فدخل معه الغار ، (وكانوا) المشركون  [ ص: 487 ] يرمون  عليا  حتى أصبح . 
وخرج بالناس في غزوة تبوك ، فقال  علي :  أخرج معك ؟ فقال : لا ، فبكى ، فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون  من موسى .  إلا أنك لست بنبي ؟ 
ثم قال : أنت خليفتي - يعني - في كل مؤمن من بعدي . 
قال : وسد أبواب المسجد غير باب  علي  ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو في طريقه ، ليس له طريق غيره . 
وقال : من كنت وليه  فعلي  وليه . 
قال  ابن عباس   : وأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة ، فهل حدثنا بعد أنه سخط عليهم ؟ قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  لعمر  حين قال : ائذن لي ، فلأضرب عنقه - يعني  حاطبا   - وقال : ما يدريك ، لعل الله قد اطلع على أهل بدر ،  فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					