والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين    . 
[6] ولما نزلت هذه الآية في الذين يرمون المحصنات ، تناول ظاهرها الأزواج وغيرهن ، فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله! إن وجدت مع امرأتي رجلا ، أمهله حتى آتي بأربعة شهداء! والله لأضربنه بالسيف غير مصفح ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، والله أغير مني" ، ثم جاء بعد ذلك هلال بن أمية  إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فرمى زوجته خولة  بشريك بن سمحاء  ، فعزم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ضربه حد القذف ، فنزل قوله تعالى : 
والذين يرمون أزواجهم  أي : يقذفون نساءهم ولم يكن لهم شهداء  يشهدون على صحة ما قالوا إلا أنفسهم  أي : غير أنفسهم . واختلاف  [ ص: 509 ] القراء في الهمزتين من (شهداء إلا ) كاختلافهم فيهما من نشاء إلى أجل مسمى  في سورة الحج . 
فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله  ليدرأ عنه الحد إنه لمن الصادقين  قرأ  حمزة  ،  والكسائي  ،  وخلف  ، وحفص  عن  عاصم   : (أربع شهادات ) برفع العين على خبر الابتداء (فشهادة أحدهم ) التي تدرأ الحد (أربع شهادات ) ، وقرأ الباقون : بالنصب ؛ أي : فشهادة أحدهم أن يشهد أربع شهادات بالله . 
				
						
						
