وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون    . 
[280] وإن كان  أي: الذي عليه الدين. 
ذو عسرة  يعني: معسرا، والعسر: ضد اليسر. قرأ  أبو جعفر   : بضم السين، والباقون; بالجزم. 
فنظرة  أي: إمهال. 
إلى ميسرة  إلى وقت يسر. قرأ  نافع   : بضم السين، والباقون: بالفتح. 
وأن تصدقوا  بترك رؤوس الأموال، أو بعضها للمعسر.  [ ص: 397 ] 
خير لكم إن كنتم تعلمون  أنه خير لكم، فتعملون به، فجعل من علم ولم يعمل كمن لم يعلم. قرأ  عاصم   : (تصدقوا) بتخفيف الصاد، والباقون: بتشديدها، قال - صلى الله عليه وسلم -:  "من أنظر معسرا، أو وضع عنه، أنجاه الله من كرب يوم القيامة"، فإذا أقام المفلس البينة بإعساره،  فقال  أبو حنيفة   : لا يحول القاضي بينه وبين غرمائه بعد خروجه من الحبس، ويلازمونه، ولا يمنعونه من التصرف والسفر، ويأخذون فضل كسبه بينهم بالحصص، وقال صاحباه: إذا فلسه القاضي، حال بينه وبين الغرماء، وهذا بناء على صحة القضاء بالإفلاس، فيصح عندهما; خلافا  لأبي حنيفة   ; لأن الإفلاس عنده لا يتحقق، وقال الأئمة الثلاثة كقول الصاحبين، ولا تقبل بينة الإعسار عند  أبي حنيفة  إلا بعد الحبس، وعند الثلاثة: تقبل قبله. 
				
						
						
