منقبة  سعد بن معاذ   -رضي الله عنه- 
عن  جابر   -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: « اهتز العرش لموت  سعد بن معاذ   » بن نعمان الأنصاري الأشهلي الأوسي. كان من أجلة الصحابة وأكابرهم، أسلم في المدينة  على يد مصعب بن عمير  حين أرسله -صلى الله عليه وسلم- قبل قدومه الشريف بها، وأسلم بإسلامه بنو عبد الأشهل،  ولقبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سيد الأنصار»، حضر معه -صلى الله عليه وسلم- بدرا،  وثبت في أحد،  ويوم الخندق  رمي بسهم في الأكحل، فلم يرقأ دمه حتى مات. وفيه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إنه نزل عند موته سبعون ألف ملك، واهتز لموته عرش الرحمن ». وفي رواية، قال: « اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ » متفق عليه. قيل: اهتزازه: كناية عن فرحه ونشاطه بقدوم روحه إليه، وذلك إما حقيقة أو مجازا، والأول هو الصواب. فقد جعل الله في الجمادات علما وتمييزا. 
وقيل: المراد: فرح أهله. وقيل: جعل حركته علامة للملائكة على موته. وقيل: هو كناية عن عظم شأن موته، كما يقال: قامت القيامة بموت فلان. وقيل: اهتزازه لفقده ومصيبته، كذا في «اللمعات» ومثله في «الترجمة»، وزاد: تقدم الكلام على هذا الحديث في أوائل الكتاب في الفصل الثالث من إثبات عذاب القبر. انتهى. 
وفي حديث  البراء،  قال: أهديت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلة حرير، فجعل أصحابه يمسونها ويتعجبون من لينها، فقال: «أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين»  متفق عليه. 
 [ ص: 448 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					