فهذه الصلوات المأثورة . 
ولا يستحب شيء من هذه النوافل في الأوقات المكروهة إلا تحية المسجد وما أوردناه بعد التحية من ركعتي الوضوء ، وصلاة السفر ، والخروج من المنزل والاستخارة ، فلا لأن النهي مؤكد وهذه الأسباب ضعيفة فلا تبلغ درجة الخسوف والاستسقاء والتحية . 
وقد رأيت بعض المتصوفة يصلي في الأوقات المكروهة ركعتي الوضوء  وهو في غاية البعد لأن الوضوء لا يكون سببا للصلاة ، بل الصلاة سبب الوضوء . 
، فينبغي أن يتوضأ ليصلي ، لا أنه يصلي لأنه توضأ . 
وكل ، محدث يريد أن يصلي في وقت الكراهية فلا سبيل له إلا أن يتوضأ ، ويصلي فلا يبقى للكراهية معنى . 
ولا ينبغي أن ينوي ركعتي الوضوء كما ينوي ركعتي التحية بل إذا توضأ صلى ركعتين تطوعا كيلا يتعطل وضوء كما كان يفعله  بلال  فهو تطوع محض يقع عقيب الوضوء . 
وحديث بلال لم يدل على أن الوضوء سبب كالخسوف والتحية حتى ينوي ركعتي الوضوء فيستحيل أن ينوي بالصلاة الوضوء ، بل ينبغي أن ينوي بالوضوء الصلاة . 
وكيف ينتظم أن يقول في وضوئه : أتوضأ لصلاتي وفي صلاته يقول ، أصلي لوضوئي ، بل من أراد أن يحرس وضوءه عن التعطيل في وقت الكراهية فلينو قضاء إن كان يجوز أن يكون في ذمته صلاة تطرق إليها خلل لسبب من الأسباب ، فإن قضاء الصلوات في أوقات الكراهية غير مكروه . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					