ثم يفيض إلى مكة ويطوف كما وصفناه وهذا الطواف طواف ركن في الحج ويسمى طواف الزيارة وأول وقته بعد نصف الليل من ليلة النحر وأفضل وقته يوم النحر ولا آخر لوقته بل له أن يؤخر إلى أي وقت شاء ، ولكن يبقى مقيدا بعلقة الإحرام فلا تحل له النساء إلى أن يطوف فإذا طاف تم التحلل وحل الجماع وارتفع الإحرام بالكلية ، ولم يبق إلا رمي أيام التشريق والمبيت بمنى وهي واجبات بعد زوال الإحرام على سبيل الاتباع للحج ، وكيفية هذا الطواف مع الركعتين كما سبق في طواف القدوم فإذا فرغ من الركعتين فليسع كما وصفنا إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم ، وإن كان قد سعى فقد وقع ذلك ركنا فلا ينبغي أن يعيد السعي .
وأسباب التحلل ثلاثة : الرمي والحلق والطواف الذي هو ركن .
ومهما أتى باثنين من هذه الثلاثة فقد تحلل أحد التحللين ولا حرج عليه في التقديم والتأخير بهذه الثلاث مع الذبح ولكن الأحسن أن يرمي ، ثم يذبح ، ثم يحلق ، ثم يطوف .
والسنة للإمام في هذا اليوم أن يخطب بعد الزوال وهي خطبة وداع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحج أربع خطب : خطبة يوم السابع ، وخطبة يوم عرفة ، وخطبة يوم النحر ، وخطبة يوم النفر الأول ، وكلها عقيب الزوال ، وكلها أفراد إلا خطبة يوم عرفة فإنها خطبتان بينهما جلسة .


