الثالث : أن يمنعه سوق الدنيا عن سوق الآخرة  وأسواق الآخرة المساجد . 
قال الله تعالى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة  وقال الله تعالى : في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه  فينبغي أن يجعل أول النهار إلى وقت دخول السوق لآخرته ، فيلازم المسجد ، ويواظب على الأوراد . 
كان عمر رضي الله عنه ، يقول للتجار اجعلوا أول نهاركم لآخرتكم وما بعده لدنياكم وكان صالحو السلف يجعلون أول ، النهار وآخره للآخرة ، والوسط للتجارة ولم يكن يبيع الهريسة والرءوس بكرة إلا الصبيان ، وأهل الذمة ; لأنهم كانوا في المساجد بعد . 
وفي الخبر إن الملائكة إذا صعدت بصحيفة العبد وفيها في أول النهار وفي آخره ذكر الله وخير كفر الله عنهما ما بينهما من سيئ الأعمال . 
وفي الخبر : تلتقي ملائكة الليل والنهار عند طلوع الفجر ، وعند صلاة العصر فيقول الله تعالى وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهو يصلون وجئناهم ، وهم يصلون ، فيقول الله سبحانه وتعالى : أشهدكم أني قد غفرت لهم . 
ثم مهما سمع الأذان في وسط النهار للأولى والعصر ، فينبغي أن لا يعرج على شغل وينزعج عن مكانه ، ويدع كل ما كان فيه فما يفوته من فضيلة التكبيرة الأولى مع الإمام في أول الوقت ، لا توازيها الدنيا بما فيها ومهما لم يحضر الجماعة عصى عند بعض العلماء . 
وقد كان السلف يبتدرون عند الأذان ، ويخلون الأسواق للصبيان ، وأهل الذمة وكانوا ، يستأجرون بالقراريط لحفظ الحوانيت في أوقات الصلوات ، وكان ذلك معيشة لهم . 
وقد جاء في تفسير قوله تعالى لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله أنهم كانوا حدادين ، وخرازين فكان أحدهم إذا ، رفع المطرقة أو غرز الإشفى فسمع الأذان ، لم يخرج الإشفى من المغرز ولم يوقع المطرقة ، ورمى بها ، وقام إلى الصلاة . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					