ومنها أن يتقي مواضع التهم صيانة لقلوب الناس  عن سوء الظن ولألسنتهم عن الغيبة ؛ فإنهم إذا عصوا الله بذكره وكان هو السبب فيه كان شريكا ؛ قال الله تعالى : ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم  وقال صلى الله عليه وسلم : كيف ترون من يسب أبويه فقالوا : وهل من أحد يسب أبويه فقال ؟ : نعم ، يسب أبوي غيره فيسبون أبويه . 
وقد روي عن  أنس بن مالك  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كلم إحدى نسائه فمر به رجل فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : يا فلان ، هذه زوجتي  صفية ،  فقال : يا رسول الله ، من كنت أظن فيه فإني لم أكن أظن فيك ، فقال : إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . 
وزاد في رواية إني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا ، وكانا رجلين فقال : " على رسلكما إنها صفية " الحديث . 
وكانت قد زارته في العشر الأواخر من رمضان وقال  عمر  رضي الله عنه : من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومن من أساء به الظن . 
ومر برجل يكلم امرأة على ظهر الطريق فعلاه بالدرة فقال يا أمير المؤمنين إنها امرأتي فقال هلا : حيث لا يراك أحد من الناس ؟ . 
     	
		 [ ص: 273 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					