ومن يستريب في انخراق العادة على يده  ويزعم أن آحاد هذه الوقائع لم تنقل تواترا بل ، المتواتر هو القرآن فقط ، كمن يستريب في شجاعة  علي  رضي الله عنه وسخاوة حاتم الطائي  ، ومعلوم أن آحاد وقائعهم غير متواترة ولكن مجموع الوقائع يورث علما ضروريا ثم لا يتمارى في تواتر القرآن وهي المعجزة الكبرى  الباقية بين الخلق وليس لنبي معجزة باقية سواه صلى الله عليه وسلم إذ تحدى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغاء الخلق وفصحاء العرب ، وجزيرة العرب حينئذ مملوءة بآلاف منهم والفصاحة صنعتهم وبها منافستهم ومباهاتهم . 
وكان ينادي بين أظهرهم أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله إن شكوا فيه، وقال لهم: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا  وقال ذلك تعجيزا لهم فعجزوا عن ذلك وصرفوا عنه حتى عرضوا أنفسهم للقتل ونساءهم وذراريهم للسبي وما استطاعوا أن يعارضوا ولا أن يقدحوا في جزالته وحسنه . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					