الآفة الرابعة المراء والجدال   . 
وذلك منهي عنه ، قال صلى الله عليه وسلم : لا تمار أخاك ، ولا تمازحه ، ولا تعده موعدا فتخلفه وقال عليه السلام : ذروا المراء فإنه لا تفهم حكمته ، ولا تؤمن فتنته وقال صلى الله عليه وسلم : من ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ، ومن ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض الجنة وعن  أم سلمة  رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول ما عهد إلي ربي ونهاني عنه بعد عبادة الأوثان وشرب الخمر : ملاحاة الرجال وقال أيضا : ما ضل قوم بعد أن هداهم الله تعالى إلا أوتوا الجدل وقال أيضا: لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقا . 
وقال أيضا : ست من كن فيه بلغ حقيقة . 
الإيمان : الصيام في الصيف وضرب أعداء الله بالسيف وتعجيل الصلاة في اليوم الدجن والصبر على المصيبات وإسباغ الوضوء على المكاره ، وترك المراء وهو صادق : وقال الزبير  لابنه لا تجادل الناس بالقرآن ؛ فإنك لا تستطيعهم ، ولكن عليك بالسنة وقال  عمر بن عبد العزيز  رحمة الله عليه من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل وقال مسلم بن يسار إياكم والمراء ؛ فإنه ساعة جهل العالم ، وعندها يبتغي الشيطان زلته وقيل : ما ضل قوم بعد إذ هداهم الله إلا بالجدل وقال  مالك بن أنس  رحمة الله عليه ليس هذا الجدال من الدين في شيء ، وقال أيضا : المراء يقسي القلوب ، ويورث الضغائن، وقال لقمان  لابنه يا بني : لا تجادل العلماء فيمقتوك وقال بلال بن سعد إذا رأيت الرجل لجوجا مماريا معجبا برأيه ، فقد تمت خسارته وقال سفيان لو خالفت أخي في رمانة فقال : حلوة . وقلت : حامضة ؛ لسعى بي إلى السلطان وقال أيضا : صاف من شئت ، ثم أغضبه بالمراء ، فليرمينك بداهية تمنعك العيش وقال ابن أبي ليلى لا أماري صاحبي ، فإما أن أكذبه ، وإما أن أغضبه وقال  أبو الدرداء  كفى بك إثما أن لا تزال مماريا وقال صلى الله عليه وسلم تكفير : كل لحاء ركعتان وقال  عمر  رضي الله عنه : لا تتعلم العلم لثلاث ، ولا تتركه لثلاث : 
لا تتعلمه لتماري به ، ولا لتباهي به ، ولا لترائي به ، ولا تتركه حياء من طلبه ، ولا زهادة فيه ، ولا رضا بالجهل منه  . 
وقال عيسى  عليه السلام : من كثر كذبه ذهب جماله ، ومن لاحى الرجال سقطت مروءته ، ومن كثر همه سقم جسمه ، ومن ساء خلقه عذب نفسه وقيل لميمون بن مهران ما لك لا تترك أخاك عن قلى ؟ قال : لأني لا أشاريه ولا أماريه وما ورد في ذم المراء والجدال أكثر من أن يحصى . 
. 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					