الركن الثاني من أركان الشكر :  ما عليه الشكر . 
وهو النعمة ، فلنذكر فيه حقيقة النعمة ، وأقسامها ،  ودرجاتها ، وأصنافها ، ومجامعها فيما يخص ويعم ، فإن إحصاء نعم الله على عباده خارج عن مقدور البشر كما قال تعالى : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها  فنقدم أمورا كلية تجري مجرى القوانين في معرفة النعم ثم نشتغل بذكر الآحاد والله الموفق للصواب . 
بيان حقيقة النعمة وأقسامها . 
اعلم أن كل خير ولذة وسعادة بل كل مطلوب ومؤثر : فإنه يسمى نعمة ، ولكن النعمة بالحقيقة هي السعادة الأخروية وتسمية ما سواها نعمة وسعادة إما غلط وإما مجاز كتسمية السعادة الدنيوية التي لا تعين على الآخرة نعمة ، فإن ذلك غلط محض وقد يكون اسم النعمة للشيء صدقا ولكن يكون إطلاقه على السعادة الأخروية أصدق ، فكل سبب يوصل إلى سعادة الآخرة ويعين عليها إما بواسطة واحدة أو بوسائط فإن تسمية نعمة صحيحة وصدق لأجل أنه يفضي إلى النعمة الحقيقية . 
والأسباب المعينة واللذات المسماة نعمة نشرحها بتقسيمات . 
     	
		
				
						
						
