وقال  إبراهيم بن أدهم  إلهي ، إنك تعلم أن الجنة لا تزن عندي جناح بعوضة في جنب ما أكرمتني من محبتك ، وآنستني بذكرك ، وفرغتني للتفكر في عظمتك . وقال  السري  رحمه الله من أحب الله عاش ومن مال إلى الدنيا طاش ، والأحمق يغدو ويروح في لاش والعاقل عن عيوبه فتاش . 
وقيل لرابعة كيف حبك للرسول : صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : والله إني لأحبه حبا شديدا ، ولكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين . 
وسئل عليه السلام : عن أفضل الأعمال فقال : الرضا عن الله تعالى  والحب له . 
وقال أبو يزيد المحب لا يحب الدنيا ولا الآخرة إنما يحب من مولاه مولاه . 
وقال  الشبلي  الحب دهش في لذة ، وحيرة في تعظيم . 
وقيل : المحبة أن تمحو أثرك عنك حتى لا يبقى فيك شيء راجع منك إليك وقيل : المحبة قرب القلب من المحبوب بالاستبشار والفرح . 
وقال الخواص المحبة محو الإرادات واحتراق ، الصفات والحاجات وسئل سهل عن المحبة فقال : عطف الله بقلب عبده لمشاهدته بعد الفهم للمراد منه . 
وقيل : معاملة المحب على أربع منازل ؛  على المحبة ، والهيبة ، والحياء ، والتعظيم . وأفضلها التعظيم والمحبة لأن هاتين المنزلتين ؛ تبقيان مع أهل الجنة في الجنة ، ويرفع عنهم غيرهما وقال هرم بن حبان المؤمن إذا عرف ربه : عز وجل : أحبه وإذا أحبه أقبل عليه وإذا وجد حلاوة الإقبال عليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة : وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة وقال عبد الله بن محمد سمعت امرأة من المتعبدات تقول وهي باكية والدموع على خدها جارية : والله لقد سئمت من الحياة حتى لو وجدت الموت يباع لاشتريته ؛ شوقا إلى الله تعالى ، وحبا للقائه . قال : فقلت لها : فعلى ثقة أنت من عملك ؟ قالت : لا ، ولكن لحبي إياه وحسن ظني به ، أفتراه يعذبني وأنا أحبه ؟ وأوحى الله تعالى إلى داود  عليه السلام : لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم ، ورفقي بهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم ، لماتوا شوقا إلي ، وتقطعت أوصالهم من محبتي ، يا داود ، هذه إرادتي في المدبرين علي ، فكيف إرادتي في المقبلين علي ؟! يا داود ، أحوج ما يكون العبد إلي إذا استغنى عني ، وأرحم ما أكون بعبدي إذا أدبر عني ، وأجل ما يكون عبدي إذا رجع إلي . وقال أبو خالد الصفار لقي نبي من الأنبياء عابدا فقال له : إنكم معاشر العباد تعملون على أمر لسنا معشر الأنبياء نعمل عليه ؛ أنتم تعملون على الخوف والرجاء ، ونحن نعمل على المحبة والشوق . 
وقال  الشبلي  رحمه الله أوحى الله تعالى إلى داود  عليه السلام : يا داود ، ذكري للذاكرين وجنتي للمطيعين وزيارتي للمشتاقين وأنا خاصة للمحبين وأوحى الله تعالى إلى آدم  عليه السلام : يا آدم ،  من أحب حبيبا صدق قوله من ، أنس بحبيبه رضي فعله ، ومن اشتاق إليه جد في مسيره . 
وكان الخواص رحمه الله يضرب على صدره ويقول : واشوقاه لمن يراني ولا أراه . 
وقال  الجنيد  رحمه الله بكى يونس  عليه السلام : حتى عمي ، وقام حتى انحنى وصلى حتى أقعد ، وقال : وعزتك وجلالك ، لو كان بيني وبينك بحر من نار لخضته إليك شوقا مني إليك . 
وعن  علي بن أبي طالب  كرم الله وجهه قال : سألت رسول الله : صلى الله عليه وسلم : عن سنته فقال : المعرفة رأس مالي ، والعقل أصل ديني ، والحب أساسي ، والشوق مركبي ، وذكر الله أنيسي ، والثقة كنزي ، والحزن رفيقي ، والعلم سلاحي ، والصبر ردائي ، والرضا غنيمتي ، والعجز فخري ، والزهد حرفتي ، واليقين قوتي ، والصدق شفيعي ، والطاعة حبي ، والجهاد خلقي ، وقرة عيني في الصلاة . 
     	
		
				
						
						
