وذكر الإمام «أبو بكر محمد بن الحسن الحضرمي القيرواني» الذي له الرسالة التي سماها «برسالة الإيماء إلى مسألة الاستواء» لما ذكر اختلاف المتأخرين في الاستواء، قال: [ ص: 169 ] قول «الطبري» (يعني: أبا جعفر «صاحب التفسير الكبير») و «أبي محمد بن أبي زيد» والقاضي «عبد الوهاب» وجماعة [ ص: 170 ] من شيوخ الحديث والفقه، وهو ظاهر بعض كتب القاضي أبي «بكر» و «أبي الحسن» يعني: «الأشعري» وحكاه عنه أعني: القاضي «عبد الوهاب» نصا،: «وهو أنه سبحانه مستو على العرش بذاته» وأطلقوا في بعض الأماكن «فوق عرشه» قال «أبو عبد الله القرطبي» في كتاب «شرح الأسماء الحسنى»: [ ص: 171 ] «هذا قول القاضي «أبي بكر» في كتاب «تمهيد الأوائل» له، وقول الأستاذ «ابن فورك» في شرح «أوائل الأدلة»، وهو قول «أبي عمر بن عبد البر» و « الطلمنكي» وغيرهما من الأندلسيين، وقول «الخطابي» في [ ص: 172 ] «شعار الدين»». ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولا: «وأظهر الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، والفضلاء الأخيار: أن الله على عرشه، كما أخبر في كتابه، وعلى لسان نبيه، بلا كيف، بائن من جميع خلقه، هذا مذهب السلف الصالح، في ما نقل عنهم الثقات».


