وتنفذ فتاوى العلماء فيما يخبرون به من الأحكام الشرعية ، ويأمرون  [ ص: 411 ] به من طاعة الله ورسوله . 
وينفذ أمر مشايخ الدين فيما يدعون إليه من طريق الله ، ويرشدون العباد إليه من دين الله . 
وأحقهم بالاتباع من كان بالإيمان والقرآن أولى بالاطلاع ، إذ لا يجوز طاعة مخلوق في معصية الخالق ، والويل لمن اتبع الأكابر فيما خرج عن سنن المرسلين ، كما قال تعالى : ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا  يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا  لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ، وكان الشيطان للإنسان خذولا   [الفرقان :27 - 29] ، وقال تعالى : يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا  وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا  ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا   [الأحزاب :66 - 68] . 
في أمة محمد  صلى الله عليه وسلم خاصة ، وقد جعلهم الله صنفين : أهل سعادة وأهل شقاوة ، وجعل السعداء صنفين : سابقين ومقتصدين ، فقال تعالى : وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين   [الواقعة :27] ، وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة   [الواقعة :9] ، والسابقون السابقون  أولئك المقربون   [الواقعة :10 - 11] . 
وقال تعالى : فأما إن كان من المقربين  فروح وريحان وجنت نعيم  [ ص: 412 ]  وأما إن كان من أصحاب اليمين  فسلام لك من أصحاب اليمين  وأما إن كان من المكذبين الضالين  فنزل من حميم  وتصلية جحيم   [الواقعة :88 - 94] ، فهذا في الخلق جميعهم . 
وقال تعالى : فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله   [فاطر :32] . 
وقد ذكر الأصناف الثلاثة في الخلق في الإنسان والمطففين ، وجعل صنفي السعداء أربع درجات في قوله تعالى : فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين   [النساء :69] . فأفضل الخلق بعد النبيين الصديقون   . ووصف سبحانه أولياءه الذين هم أولياؤه بأن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون   [يونس :62] ، والله سبحانه وتعالى أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					