تنبيهات 
الأول : هذه السورة مدنية بلا خلاف ،  والمراد بالمدني  ما نزل بعد الهجرة ولو بمكة  على المعتمد . وروى  البزار ،  وأبو يعلى ،  والبيهقي  في الدلائل عن أبي عمر  رضي الله عنهما قال : نزلت هذه السورة إذا جاء نصر الله والفتح   على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع ، فأمر بناقته القصواء فرحلت ثم ، فخطب خطبته المشهورة . 
الثاني : روى مسلم  والنسائي  عن  ابن عباس  رضي الله عنهما قال : آخر سورة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح   . وروى  الترمذي   والحاكم  عن  ابن عمر  رضي الله عنهما قال : آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح . 
قال الشيخ في الإتقان : يعني : إذا جاء نصر الله والفتح   . قال الحافظ :  والجمع بينهما أن آخر آية النصر نزولها كاملة  بخلاف براءة . قلت : ولفظ حديث  ابن عمر ،  وعند  الطبراني :  آخر سورة نزلت من القرآن  جميعا : إذا جاء نصر الله والفتح  
الثالث : سئل عن قول الكشاف أن سورة النصر نزلت في حجة الوداع أيام التشريق فكيف صدرت بـ "إذا" الدالة على الاستقبال ؟ وأجاب الحافظ  بضعف ما نقله ، وعلى تقدير صحته فالشرط لم يكتمل بالفتح لأن مجيء الناس أفواجا لم يكن كمل ، فبقية الشرط مستقبل ، وقد أورد الطيبي  السؤال وأجاب بجوابين أحدهما أن "إذا" قد ترد بمعنى إذ كما في قوله تعالى : وإذا رأوا تجارة أو لهوا   [الجمعة 11] الآية . ثانيهما أن كلام الله تعالى قديم .  قال الحافظ :  وفي كل من الجوابين نظر لا يخفى . 
الرابع : قال الحافظ ابن كثير :  «والمراد بالفتح ههنا فتح مكة  قولا واحدا فإن أحياء العرب  كانت تتلوم بإسلامها فتح مكة  يقولون [دعوه وقومه] فإن ظهر عليهم فهو نبي . فلما فتح الله عليه مكة  دخلوا في دين الله أفواجا فلم تمض سنتان حتى استوثقت جزيرة العرب  إيمانا ولم يبق من سائر قبائل العرب  إلا مظهر للإسلام» . قلت : قد حكى غير واحد الخلاف في أن المراد فتح مكة  أو فتح سائر البلاد .  [ ص: 258 ] 
الخامس : في بيان غريب ما سبق : 
تربص : بمثناة فوقية فراء فموحدة مشددة مفتوحات فصاد مهملة مضمومة : تنتظر . 
القادة : بقاف فألف فدال مهملة فهاء : الأشراف الذين يقودون الناس بتبعهم لهم . 
نصبت الحرب : بنون فصاد مهملة فموحدة فمثناة فوقية : جدت فيه .  
دوخها الإسلام : بدال مهملة فواو فخاء معجمة استولى عليها . 
بدر : بموحدة فدال مهملة مفتوحات : عاجل . 
تلوم : بفوقية فلام فميم مفتوحات : تنتظر . 
برز : بموحدة فراء فزاي مفتوحات : ظهر بعد خفاء . 
الكون : بكاف مفتوحة فواو ساكنة فنون : الوجود والاستقرار . 
أدحضه : بهمزة فدال فحاء مهملتين فضاد معجمة : أبطله . 
قسره : بقاف فسين مهملة فراء مفتوحات : قهره وغلبه . 
اليدان : القوة . 
المعدن : بميم مفتوحة فعين مهملة ساكنة فدال مهملة مكسورة فنون : مركز كل شيء والموضع الذي يستخرج منه جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس . 
الرفيق الأعلى : جماعة الأنبياء يسكنون أعلى عليين . 
واسطة الرحل : وسطه . 
هجس : بهاء فجيم فسين مهملة : خطر بباله . 
التحم : بفوقية فحاء مهملة فميم مفتوحات : اشتبك فلم يوجد له مخلص . 
المقطع : بميم مفتوحة فقاف ساكنة فطاء مهملة مفتوحة فعين مهملة مصدر قطع إذا أبان . 
الشكائم : بشين معجمة جمع شكيمة ، يقال فلان شديد الشكيمة إذا كان عزيز النفس أبيا قويا ، وأصله من شكيمة اللجام فإن قوتها تدل على قوة الفرس . 
الإباء : بهمزة مكسورة فموحدة : شدة الامتناع . 
الاحتباك : [الشد والإحكام] . 
المطالع : بميم فطاء مهملة فألف فلام فعين مهملة : جمع مطلع بفتح اللام وكسرها مصدر طلع إذا ظهر . واسم لموضع الطلوع . 
النتيجة : بنون مفتوحة ففوقية مكسورة فتحتية ساكنة فجيم . 
العزائم : بعين مهملة فزاي مفتوحتين فألف فهمزة مكسورة فميم : الأمور الواجبة .  [ ص: 259 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					