تنبيهات 
الأول : 
حديث  حذيفة  مرفوعا أن جبريل  أطعمني الهريسة يشد بها ظهري لقيام الليل  رواه  الطبراني  من طريق محمد بن الحجاج اللخمي  وهو الذي اختلقه ، 
وحديث  أبي هريرة  رواه  الدارقطني  وقال : حديث منكر باطل ، وموسى بن إبراهيم  ومن دونهم ضعفاء لا يحتج بهم ، وقال  الخطيب :  موسى بن إبراهيم  مجهول ، والحديث باطل ، وحديث  معاذ بن جبل  وحديث  جابر بن سمرة  رواهما . 
الثاني : قال  الخطابي  والقاضي  في 
حديث نعم الأدم الخل 
معناه مدح الاقتصاد في المأكل ، ومنع النفس من ملاذ الأطعمة ،  تقديره : ائتدموا بالخل ، وما في معناه ، مما تخف مؤنته ، ولا يعز وجوده ، ولا تنافسوا في الشهوات فإنها مفسدة للدين مسقمة للبدن ، وتعقبه النووي  رحمه الله تعالى فقال : الذي ينبغي أن يجزم به أنه مدح للخل نفسه ، وأما الاقتصاد في المطعم ، وترك الشهوات فمعلوم من قواعد أخر ، وقال ابن القيم ،  هذا ثناء عليه بحسب مقتضى الحال الخاص ، لا تفضيل له على غيره ، كما ظنه بعضهم . 
الثالث : قال أبو سليمان :  إنما أورد  أبو داود  حديث  ابن عمر  من أجل أن الجبن كان يعمله قوم من الكفار لا تحل ذكاتهم ، وكانوا يعقدونها بالأنافح وكان من المسلمين من شاركهم في صنعة الجبن ، فأباحه صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحال ، ولم يمتنع من أكله من أجل مشاركة الكفار المسلمين فيه ، قال : في الإمتاع : في دعوى أبي سليمان  رحمه الله تعالى أن من المسلمين من كان يشارك المشركين في عمل الجبن يتوقف على النقل ، ولم يكن إذ ذاك بفارس  والشام  أحد من المسلمين فتأمله ، قلت : وهو ظاهر لا شك فيه . 
الرابع : الحلوى بالقصر والمد : كل حلو ، قال  الخطابي  رحمه الله تعالى : الحلوى لا يقع إلا على ما دخلته الصنعة ، قال  ابن سيده  هي ما عولج من الطعام ، وقد يطلق على الفاكهة ،  [ ص: 202 ] قال  الخطابي :  ولم يكن حبه للحلوى على معنى كثرة التشهي ، وشدة نزاع النفس إليها ، وإنما كان ينال منها إذا أحضرت إليه نيلا صالحا فيعلم بذلك أنها تعجبه ، قال الحافظ : ووقع في كتاب فقه اللغة للثعالبي أن حلوى النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يحبها هي المجيع- بالميم والجيم بوزن عظيم- وهو : تمر يعجن باللبن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					