تنبيه : 
الإجماع على أن النبي أفضل من غير النبي ، وقد اختلفوا في مريم :  هل هي نبية أم لا ؟  وكذلك في أم موسى  وآسية  وحواء  وسارة ،  ولم يصح عندنا في ذلك شيء وقد يشهد لنبوة مريم ذكرها في سورة مريم  مع الأنبياء ، وهي قرينة فإذا ثبتت نبوة امرأة ، فإما أن يكون عاما مخصوصا ، وإما أن يكون المراد نساء هذه الأمة وفي الحديث :  "لم يكمل من النساء إلا أربع" ذكر منهن مريم   وخديجة .  ولا شك أن  خديجة  ليست نبية فلا دلالة في الحديث على كون مريم  نبية أو ليست نبية ، وبقي بحث وهو أن الآية الكريمة نصت على الإفراد بقوله : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن   [الأحزاب 32] وهو عام لأنه نكرة في سياق النفي ، ولا شك أنه إذا أخذ واحد واحد كان مفضلا عليه ، وإذا أخذ المجموع لم يلزم ذلك فيه وإذا أخذت جملة من آحاد المجموع احتمل أن يقال : إن حد العموم يشملها ، ولا يخرج عنها إلا المجموع بضرورة التبعيض ، فهذا البحث ينبغي أن ينظر فيه ويعمل ما يقتضيه ولا شك أنك إذا قلت : ما جاءني من أحد من النساء اقتضى نفي مجيء كل واحد منهم مطابقة ، واقتضى نفي المجموع التزاما ، وأما اقتضاؤه لنفي مجيء جملة منهم فهو بالالتزام كالمجموع ، وقد قال القرافي : إن الضمائر عامة والظاهر أنه يحسب ما يعود عليه وهي هنا لجمع مضاف ، فهي بجنسه وهو عام يدل ظاهرا على كل فرد ويحتمل المجموع ، فضميره كذلك ، فإن جعلناه للمجموع فمعناه أن جملة نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- أفضل من كل جمع من النساء قل أو كثر ،  وهذا نتيجة البحث المتقدم ، فإن أحدا يجيء هنا بمعنى بعض ، فهو وإن جعلناه لكل فرد فمعناه أن كل واحدة منهن مفضلة على جمع من النساء ، على البحث المتقدم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					