السابع : في رؤيته لجبريل  صلى الله عليه وسلم  
روى  الترمذي  وأبو عمر  عنه -رضي الله تعالى عنه- قال : رأيت جبريل  مرتين ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين ، وفي رواية : قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل  فقال له جبريل :  إنه كائن حبر هذه الأمة ، واستوصى به خيرا . 
وروى الإمام  أحمد   والطبراني  برجال الصحيح عنه قال : كنت مع أبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده رجل يناجيه ، وكان كالمعرض عن أبي فخرجنا من عنده فقال لي أبي : أي بني ؟ ألم ترى إلى ابن عمك كالمعرض عني ؟ فقلت : يا أبت إنه كان عنده رجل يناجيه قال : فرجعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبي : يا رسول الله ، قلت لعبد الله  كذا وكذا ، فأخبرني أنه كان عندك رجل يناجيك ، فهل كان عندك أحد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وهل رأيته يا عبد الله ؟ "  قلت : نعم ، قال : "ذاك جبريل   -عليه السلام- هو الذي شغلني عنك" . 
وروى عنه قال : مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ثياب بيض وهو يناجي  دحية بن خليفة الكلبي  وهو جبريل ،  وأنا لا أعلم فسلم علي . 
الثامن : في حبه الخير لغيره إن لم ينله منه شيء .  
روى  الطبراني  برجال الصحيح عن  أبي هريرة   -رضي الله تعالى عنه- عن أبي بريدة   -رحمه الله تعالى- أن رجلا شتم  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنه- فقال : إنك لتشتمني وفي ثلاث خصال : إني لآتي على الآية من كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم ، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ، ولعلي لا أمضي عليه أبدا ، وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح وما لي به سائمة . 
التاسع : في أنه أبو الخلفاء  
روى  أبو نعيم  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :  "اذهبي بأبي الخلفاء" الحديث . 
العاشر : في صبره واحتماله  
اعلم أن الإمام  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنه- كان من أحواله الصبر والرضا ، ولا سيما عند فقد بصره . 
روي عنه -رضي الله تعالى عنه- قال : ما بلغني عن أخ لي بمكروه إلا أنزلته إحدى ثلاث منازل : إما أن يكون فوقي ، فأعرف له قدره ، أو نظيري تفضلت عليه ، أو دوني فلم أحفل به . 
 [ ص: 130 ] وروي عن عكرمة   -رضي الله تعالى عنه- قال رجل : يا  ابن عباس ،  فلما قضى حاجته قال : يا عكرمة ،  انظر هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ قال : فنكس الرجل رأسه استحياء . 
وروي عن عكرمة بن سليم   -رضي الله تعالى عنه- قال : كنت مع  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنه- آكل معه ، فدخل قوم فقالوا : أين  ابن عباس  الأعمى ؟ فقال ابن عباس : فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور   [الحج : 46] . 
الحادي عشر : في شوقه -رضي الله تعالى عنه- في دينه  
روي عن طاوس   -رضي الله تعالى عنه- قال : ما رأيت أحدا كان أشد تعظيما لحرمات الله -عز وجل- من  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنه- . 
وروى أبو محمد الإبراهيمي  في كتاب "الصلاة" عن سماك  أن الماء لما برد في عين  ابن عباس   -رضي الله تعالى عنه- فذهب بصره أتاه الذي يثقب العين ويسيل الدماء فقال : أخل بيننا وبين عينيك يسيل ماؤها ، ولكن تمسك خمسة أيام عن الصلاة فقال : لا والله ولا ركعة واحدة ، إني حدثت أنه من ترك صلاة واحدة لقي الله وهو عليه غضبان . وقال : وآخر شدة يلقاها المؤمن الموت ، وكذلك كف بصر والده  العباس ،  وجده عبد المطلب .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					