ومنهم خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر أبو سليمان القرشي المخزومي سيف الله تعالى    - سماه بذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة مؤتة  لما حضرها ، وشهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عمله بالمدينة  فمن يومئذ سماه سيف الله  ، وقد تقدم في السرايا أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أمره على جيش سرية . 
وروى  الإمام أحمد   والطبراني  برجال ثقات عن وحشي بن حرب   - رضي الله تعالى عنه- أن  أبا بكر   - رضي الله تعالى عنه- عقد  لخالد بن الوليد   - رضي الله تعالى عنه- على قتال أهل الردة ، وقال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «نعم عبد الله وأخو العشيرة  خالد بن الوليد  سيف من سيوف الله سله الله- عز وجل- على الكفار والمنافقين  . 
وروى  الإمام أحمد  برجال الصحيح إلا أن  عبد الملك بن عمير  لم يدرك القصة عن  عبد الملك بن عمير   - رحمه الله تعالى- قال : استعمل  عمر بن الخطاب   - رضي الله تعالى عنه- أبا عبيدة  على الشام  وعزل  خالد بن الوليد  ، فقال  خالد   : بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : أمين هذه الأمة  أبو عبيدة بن الجراح  ، 
فقال  أبو عبيدة بن الجراح   : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «  خالد  سيف من سيوف الله ، ونعم فتى العشيرة»  . 
وروى  الطبراني  في الصغير بطوله- وفي الكبير  والبزار   - برجال ثقات عن  عبد الله بن أبي أوفى  قال : شكا  عبد الرحمن بن عوف   خالد بن الوليد  إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «يا  خالد  ، لا تؤذ رجلا من أهل بدر  ، فلو أنفقت مثل أحد  ذهبا لم تدرك عمله» فقال له : يا رسول الله ، يقعون في فأرد عليهم ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «لا تؤذوا خالدا  ، فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار»  . 
وروى  الطبراني   وأبو يعلى  برجال الصحيح عن جعفر بن عبد الله بن الحكم   - رحمه الله تعالى- أن  خالد بن الوليد  فقد قلنسوة له يوم اليرموك  فقال : اطلبوها فلم يجدوها ، فقال :  [ ص: 343 ] اطلبوها فوجدوها ، فإذا هي قلنسوة خلقة ، فقال  خالد   : اعتمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره ، فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة ، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر  . 
وروى  الطبراني  برجال ثقات عن  عمرو بن العاص   - رضي الله تعالى عنه- قال : ما عدل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بي وبخالد بن الوليد  منذ أسلمنا في حربه  . 
وروى  أبو يعلى   والطبراني  ورجاله رجال الصحيح عن أبي السفر   - رحمه الله تعالى- قال : نزل  خالد بن الوليد  الحيرة  على أم بني المرازبة  فقالوا له : احذر السم ولا تسقك الأعاجم ، فقال : ائتوني به ، فأخذه فاقتحمه ، وقال : بسم الله فلم يضره شيئا  . 
وروى  أبو يعلى  برجال الصحيح عن  خالد بن الوليد   - رضي الله تعالى عنه- قال : ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بها العدو  . 
وروى  الطبراني  وبسند حسن عن أبي وائل   - رحمه الله تعالى- قال : لما حضرت خالد ابن الوليد الوفاة قال : لقد طلبت القتل فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي ، وما من عملي أرجى من لا إله إلا الله وأنا مترس بها ثم قال : إذا أنا مت ، فانظروا سلاحي وفرسي ، فاجعلوه عدة في سبيل الله  .  [ ص: 344 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					