الباب الثاني في استكتابه- صلى الله عليه وسلم- أبى بن كعب   - رضي الله عنه  
هو أبي بن كعب بن المنذر بن قيس الحراري الأنصاري أبو المنذر ، وأبو الطفيل ، سيد القراء  ، شهد العقبة  الثانية وبدرا  وما بعدها ، وهو أحد فقهاء الصحابة ، وأقرؤهم لكتاب الله- عز وجل- وقرأ عليه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب   [البينة 1] وقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن  ، قال : الله سماني ؟ قال : 
نعم ، فبكى  . 
والحكمة في قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لم يكن  لأن فيها رسول من الله يتلو صحفا مطهرة   . فيها كتب قيمة   [البينة 2] قال  ابن أبي شيبة  وابن أبي خيثمة   : وهو أول من كتب الوحي بين يدي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أي : بالمدينة   . 
وقال في الإصابة : وأول من كتب في آخر الكتاب : وكتب فلان بن فلان ، قال ابن سعد   : هو أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدومه المدينة  ، وكان هو  وزيد بن ثابت   - رضي الله تعالى عنهما- يكتبان الوحي ، وكتبه للناس وما يقطع به ، وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا المنذر   . 
وكناه  عمر بن الخطاب  أبا الطفيل  ، بولده الطفيل بن أبي  ، مات سنة تسع عشرة ، وقيل : 
سنة عشرين ، وقيل : اثنتين وعشرين وقيل : سنة ثلاثين في خلافة  عثمان   .  [ ص: 376 ] 
قال أبو نعيم الأصبهاني   : وهذا هو الصحيح ، قال ابن سعد   : قالوا : وكتب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لخالد بن ضماد الأزدي  ، أن له ما أسلم عليه من أرضه ، على أن يؤمن بالله وحده لا شريك له ، ويشهد أن محمدا  عبده ورسوله ، وعلى أن يقيم الصلاة ، ويؤتي الزكاة ، ويصوم شهر رمضان ، ويحج البيت ، ولا يأوي محدثا ، ولا يرتاب وعلى أن ينصح لله ولرسوله وعلى أن يحب أحباء الله ، ويبغض أعداء الله ، وعلى محمد  النبي أن يمنعه ما يمنع منه نفسه وماله وأهله ، وأن لخالد الأزدي  ذمة الله وذمة محمد  النبي ، إن وفى بهذا  . 
وكتب- عليه الصلاة والسلام- كتابا لجنادة الأزدي  وقومه ومن تبعه ، ما أقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأطاعوا الله ورسوله وأعطوا من المغانم خمس الله وسهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وفارقوا المشركين ، وأن لهم ذمة الله وذمة محمد بن عبد الله   . وكتب أبي   . 
وكتب - عليه الصلاة والسلام- إلى المنذر بن ساوى  كتابا آخر : «أما بعد» فإني قد بعثت إليك قدامة  وأبا هريرة  فادفع إليهما ما اجتمع عندك من جزية أرضك والسلام . وكتب أبي   . 
وكتب - عليه الصلاة والسلام- إلى  العلاء بن الحضرمي   : «أما بعد فإني قد بعثت إلى المنذر بن ساوى  من يقبض منه ما اجتمع عنده من الجزية فعجله بها ، وابعث (معها ) ما اجتمع عندك من الصدقة والعشور ، والسلام . 
وكتب أبي  . 
وكتب- عليه الصلاة والسلام- لبارق من الأزد   : «هذا كتاب من محمد  رسول الله لبارق  أن لا تجذ ثمارهم ، وأن لا تدعى بلادهم في مربع ولا مصيف إلا [بمسألة] من بارق  ومن مر بهم من المسلمين من عرك أو جدب فله ضيافة ثلاثة أيام ، فإذا أينعت ثمارهم فلابن السبيل اللقاط يوسع بطنه ، من غير أن يقتثم ، شهد  أبو عبيدة بن الجراح   وحذيفة بن اليمان  
[وكتب  أبي بن كعب   ]  .  [ ص: 377 ] 
				
						
						
