الباب الرابع في التحذير عن مخالفة أمره ، وتبديل سنته- صلى الله عليه وسلم-  
قال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم   [النور 63] وقال تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا  
[النساء 115] . 
وروى  مسلم  عن  أبي هريرة   - رضي الله تعالى عنه- : أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة فذكر الحديث في صفة أمية إلى أن قال : «فليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال فأناديهم ألا هلم ألا هلم فيقال : إنهم قد بدلوا بعدك فأقول : فسحقا فسحقا»  . 
وروى  البخاري  حديثا طويلا عن  أنس   - رضي الله تعالى عنه- وفيه «من رغب عن سنتي فليس مني»  . 
وروى الشيخان عن  عائشة   - رضي الله تعالى عنها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال : «من أحدث في أمرنا هذا ليس منه فهو رد»  . 
روى  أبو داود   والترمذي   وابن ماجه  عن أبي رافع  قال : «لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه ، فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه» رواه  الترمذي   والحاكم  عن المقداد  وزاد «ألا وإن ما حرم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مثل ما حرم الله»  . 
وروى  أبو داود  في مراسيله  والدارمي  والفريابي  ،  وابن جرير   وابن المنذر   وابن أبي حاتم  عن يحيى بن جعدة  أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أتي بكتاب في كتف فقال : «كفى بقوم حمقا أو ضلالا ، أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم أو إلى كتاب غير كتابهم» فنزل .  [ ص: 429 ] 
أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم   [العنكبوت 51]  . 
وروى  مسلم  عن  ابن مسعود   - رضي الله تعالى عنه- أنه قال : «ألا هلك المتنطعون»  . 
وروى  البخاري  ،  وأبو داود  أن  أبا بكر الصديق   - رضي الله تعالى عنه- قال : لست تاركا شيئا كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعمل به إلا عملت به ، إني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ  . 
تنبيه في بيان غريب ما سبق : 
(شجر بينهم ) أي اختلف واختلط ، ولذا سمي الشجر شجرا لتداخل أغصانه . 
الأسوة : الخصلة الحميدة التي من حقها أن يؤتى بها أي تقتدى ، وخصاله- صلى الله عليه وسلم- كلها كذلك ، بل هو نفسه أسوة يقتدى به . 
النواجذ : - بنون فواو فألف فجيم فذال معجمتين- أواخر الأسنان [أي التي بعد الأنياب ، ضرب مثلا لشدة التمسك بالدين ، لأن العض بها يكون بجميع الفم والأسنان] . 
يذاذ : - بمثناة تحتية مضمومة ، فذال معجمة ، فألف فدال مهملة- يصد ويطرد . 
سحقا : - بسين مضمومة فحاء ساكنة مهملتين فكاف- أي : ألزمهم الله بعدا . 
الأريكة : - بهمزة مفتوحة ، فراء ، فتحتية ساكنة ، فكاف السرير المزين في حجلة من دونه سند ، فلا يسمى أريكة بدونها ، وقيل : هي كل ما اتكئ عليه . 
المتنطعون : - بميم فمثناة فوقية فنون فطاء مهملة فعين- المتعمقون الغالون في أفعالهم وأقوالهم مأخوذ من النطع وهو الغار الأعلى في أقصى الحلق . 
				
						
						
