وقال العلامة ابن الهمام : ويزور جبل أحد نفسه .
ففي الصحيح « جبل أحد يحبنا ونحبه » .
ويبكر بعد صلاة الصبح بالمسجد النبوي حتى يعود ، ويدرك الظهر به ، ويبدأ بسيد الشهداء ، وهو سيدنا حمزة - رضي الله تعالى عنه- .
قالوا : وأفضلها يوم الخميس ، وكأنه لضيق الجمعة عن ذلك .
وقد قال محمد بن واسع : بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ، ويوما قبله ويوما بعده .
ومنها : أنه يستحب استحبابا متأكدا أن يأتي مسجد قباء ، وهو يوم السبت أولى ، ناويا التقرب بزيارته والصلاة فيه ، وإذا قصد إتيانه توضأ وذهب إليه ، ولا يؤخر الوضوء حتى يصل إليه .
ومنها : أن يأتي بقية الآثار المنسوبة للنبي- صلى الله عليه وسلم- بالمدينة مما عملت يمينه أو جهته .
وكذا الآبار التي شرب منها الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتوضأ أو اغتسل ، فيتبرك بمائها ، صرح جماعة من الشافعية وغيرهم باستحباب ذلك كله .
وقد كان ابن عمر يتحرى الصلاة والنزول والمرور حيث حل النبي- صلى الله عليه وسلم- ونزل وغير ذلك ، وما نقل عن الإمام مالك مما يخالف هذا سد للذريعة تبعا لعمر- رضي الله تعالى عنه- .
فقد روى سعيد بن منصور عن المعرور بن سويد ، أنه خرج مع عمر في حجة حجها ، فلما رجع من حجته رأى الناس ابتدروا المسجد ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : مسجد صلى فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : هكذا هلك أهل الكتاب قبلكم ، اتخذوا آثار الأنبياء بيعا ، من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل ، ومن لم يعرض له فليمض . [ ص: 402 ]
قال القاضي : ومن إعظامه- صلى الله عليه وسلم- وإكباره إعظام جميع أسبابه ، وإكرام جميع مشاهده وأمكنته ومعاهده ، وما مسه- صلى الله عليه وسلم- بيده أو عرف به . انتهى .
وذلك بزيارة تلك المشاهد والتبرك بها ، ولله در القائل :
خليلي ، هذا ربع عزة فاعقلا قلوصيكما ثم انزلا حيث حلت ومسا ترابا طال ما مس جلدها
وظلا وبيتا حيث باتت وظلت ولا تيأسا أن يمحو الله عنكما
ذنوبا إذا صليتما حيث صلت
دار الحبيب أحق أن تهواها وتهيم من طرب إلى ذكراها


