ذكر مقتل حسيل 
وهو بضم الحاء وفتح السين المهملتين ويقال مكبرا ، وهو اليمان والد حذيفة  ، ومقتل ثابت بن وقش    - بفتح الواو وإسكان القاف ، وبالشين المعجمة - رضي الله عنهما قالوا لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد  رفع حسيل  وثابت بن وقش  في الآطام مع النساء والصبيان ، فقال أحدهما لصاحبه - وهما شيخان كبيران - لا أبا لك ، ما تنتظر ، فوالله ما بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار ، إنما نحن هامة اليوم أو غدا ، أفلا نأخذ أسيافنا ، ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله تعالى يرزقنا الشهادة ، فأخذا أسيافهما ، ثم خرجا حتى دخلا في الناس من جهة المشركين ، ولم يعلم المسلمون بهما . فأما ثابت  فقتله المشركون ، وأما حسيل  فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولم يعرفوه  ، وقيل : إن الذي قتله عقبة بن مسعود  رضي الله عنه ، فقال  حذيفة   : أبي ! فقالوا : ما عرفناه وصدقوا ، فقال  حذيفة  يغفر الله تعالى لكم وهو أرحم الراحمين ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه ، فتصدق  حذيفة  بديته على المسلمين ، فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا . 
قال  عروة   : فوالله ما زالت في  حذيفة  بقية خير حتى لقي الله تعالى . 
 [ ص: 212 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					