ثم كانت سرية المنذر بن عمرو الساعدي  إلى بئر معونة   
في صفر ، وذلك أنه لما قدم عامر بن مالك  على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأهدى له فلم يقبل منه ، وعرض عليه الإسلام فلم يسلم ، وقال: لو بعثت معي رجالا من أصحابك 
 [ ص: 199 ] 
لرجوت أن يجيب قومي دعوتك ، فقال: إني أخاف عليهم أهل نجد ،  فقال: أنا لهم جار إن يعرض لهم أحد ، فبعث معه صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا من الأنصار شببة يسمون القراء ، وأمر عليهم المنذر ،  فلما نزلوا ببئر معونة   - وهو ماء من مياه بني سليم   - نزلوا بها ، وقدموا حرام بن ملحان  بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عامر بن الطفيل  ، فوثب على حرام فقتله ، واستصرخ عليهم بني عامر؛  فأبوا ، وقالوا: لا يخفر جوار أبي براء؛  فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم  عصية  ورعلا  وذكوان ،  فنفروا معه ، واستبطأ المسلمون حراما ، فأقبلوا في إثره فلقيهم القوم ، فأحاطوا بهم فكاثروهم ، فلما أحيط بهم ، خبرنا [فأخبره قالوا: اللهم إنا لا نجد من يبلغ رسولك منا السلام غيرك ، فأقرئه منا السلام ، وأخبره جبريل  عليه السلام] ، فقال: "وعليهم السلام" وكان معهم  عمرو بن أمية الضمري ،  فقال عامر ابن الطفيل:  قد كان على أمي نسمة فأنت حر عنها ، ثم جز ناصيته . 
أخبرنا هبة الله بن محمد ،  قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي ،  قال: أخبرنا أحمد بن جعفر ،  قال: أخبرنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل ،  قال: حدثني أبي ،  قال: 
أخبرنا عبد الصمد ،  قال: أخبرنا همام ،  قال: أخبرنا إسحاق ،  عن  أنس:  
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث حراما  خاله أخا أم أنس ،  وهي  أم سليم  في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة ،  وكان رئيس المشركين يومئذ عامر بن الطفيل ،  وكان هو قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: اختر مني ثلاث خصال يكون لك أهل السهل ، ويكون لي أهل الوبر ، أو أكون خليفة من بعدك ، أو أغزوك بغطفان  ألف أشقر وألف شقراء ، قال: فطعن في بيت امرأة من بني فلان ، فقال [غدة كغدة البعير في بيت  [ ص: 200 ] امرأة من بني فلان] ائتوني بفرسي ، فأتي به فركبه فمات وهو على ظهره ، فانطلق حرام   [أخو  أم سليم]  ورجلان معه: رجل من بني أمية  ، ورجل أعرج ، فقال: 
كونوا قريبا مني حتى آتيهم ، فإن أمنوني وإلا كنتم قريبا ، فإن قتلوني أعلمتم أصحابي بكم ، قال: فأتاهمحرام ،  فقال: أتؤمنوني أبلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا: نعم ، فجعل يحدثهم ، فأومئوا إلى رجل منهم من خلفه ، فطعنه حتى أنفذه بالرمح ، فقال: الله أكبر! فزت ورب الكعبة ، قال: ثم قتلوهم كلهم غير الأعرج ، كان في رأس جبل ، قال  أنس:  وأنزل علينا ، وكان مما يقرأ فنسخ أن بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا على رعل  وذكوان  وبني لحيان  وعصية  الذين عصوا الله ورسوله  . 
أخرجه  البخاري  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					