[غزوة وادي القرى]   
ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خيبر  ذهب إلى وادي القرى ،  وهي غزاة أيضا . 
وبعضهم يعدها مع خيبر  واحدة ، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعد إلى منزله ، ولما نزل بوادي القرى  حط رحله غلام له أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي ،  فأتاه سهم غرب ، فقتله ، فقالت الصحابة: هنيئا له الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلا والذي نفسي بيده؛ إن  [ ص: 298 ] 
شملته الآن لتلتهب عليه نارا"  . وكان غلها يوم خيبر .  
وفيها: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس حين أحد على وادي القرى .  
وعن  أبي هريرة   : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [حين] قفل من غزاة خيبر سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى أعرس ، وقال لبلال:  اكلأنا الليلة ، فصلى  بلال  ما قد رآه ، ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلما تقارب الفجر استند  بلال  إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا  بلال  ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظا ، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: أي  بلال  ما هذا؟ قال  بلال:  أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قال: اقتادوا ، فاقتادوا رواحلهم شيئا ، ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر  بلالا  فأقام الصلاة فصلى بهم الصبح ، فلما قضى الصلاة ، قال: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله عز وجل قال: وأقم الصلاة لذكري  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					