ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر 
284 - أسلم مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكنى أبا رافع:   وكان مملوكا  للعباس  ، فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلام العباس  أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهاجر بعد بدر  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد أحدا  والمشاهد بعدها ، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمى  مولاته . 
وتوفي بعد قتل  عثمان بن عفان  رضي الله عنه . 
285 - حذيفة بن اليمان    - واليمان لقب - واسمه حسل - ويقال: حسيل - بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة ، ويكنى أبا عبد الله ، ويقال إن جروة هو اليمان:  خرج  حذيفة  هو وأبوه فأخذهما كفار قريش  ، وقالوا: إنكما تريدان محمدا  ، فقالا: ما نريد إلا المدينة  ، فأخذوا منهما عهدا ألا يقاتلا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن ينصرفا إلى المدينة  ، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه وقالا: إن شئت [قاتلنا معك] ، قال: بلى نفي  [ ص: 105 ]  [لهم] ونستعين الله عليهم ، ففاتهما بدر  ، وشهد  حذيفة  أحدا  وما بعدها . 
وكان  حذيفة  صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقربه منه وثقته به  ، وأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسماء المنافقين الذين بخسوا بعيره ليلة [العقبة] بتبوك  ، وكانوا اثني عشر كلهم من الأنصار  ومن حلفائهم ، وكان  حذيفة  يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وأنا أسأله عن الشر مخافة أن يدركني  . 
وولاه  عمر بن الخطاب  المدائن  ، فأقام بها إلى حين وفاته . 
أخبرنا عبد الرحمن القزاز  ، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت  ، قال: أخبرنا علي بن [محمد] المعدل  ، قال: أخبرنا  إسماعيل بن محمد الصفار  ، قال: حدثنا  [أحمد] بن منصور الرمادي  ، قال: حدثنا  عبد الرزاق  ، قال: أخبرنا  معمر  ، عن أيوب  ، عن  ابن سيرين  ، قال: كان  عمر بن الخطاب  رضي الله عنه إذا بعث أميرا كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا وأمرته بكذا وكذا ، فاسمعوا له وأطيعوا ، فلما بعث  حذيفة  كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه ، فقالوا: هذا رجل له شأن ، فركبوا ليلتقوه ، فلقوه على بغل تحته أكاف وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد ، فلم يعرفوه فأجازوه ، فلقيهم الناس ، فقالوا: أين الأمير؟ قالوا: هو الذي لقيكم . قال: فركضوا في أثره ، فأدركوه وفي يده رغيف وفي الأخرى عرق وهو يأكل ، فسلموا عليه ، فنظر إلى عظيم منهم فناوله العرق والرغيف . قال: فلما غفل ألقاه أو أعطاه لخادمه  . 
وروى هذا الحديث سلام بن مسكين  ، عن  ابن سيرين  ، فقال فيه: لما قدم  حذيفة  المدائن  استقبله الناس والدهاقين وبيده رغيف وعرق من لحم وهو على حمار على أكاف ، فقرأ عهده عليهم [فقالوا: سلنا ما شئت ، قال: أسألكم طعاما آكله ، وعليقا لحماري  [ ص: 106 ] هذا ما دمت فيكم] فأقام ما شاء الله ، ثم كتب إليه  عمر  أن أقدم ، فلما بلغ قدومه  عمر  كمن له في الطريق في مكان لا يراه ، فلما رآه  عمر  على الحال التي خرج من عنده عليها ، أتاه فالتزمه وقال: أنت أخي وأنا أخوك  . 
أخبرنا  عبد الوهاب الأنماطي  ، [أخبرنا المبارك بن عبد الجبار  ، أخبرنا علي بن أحمد الملطي  ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف  ، أخبرنا  ابن صفوان  حدثنا أبو] بكر القرشي  ، قال: حدثني محمد بن الحسين  ، قال: حدثنا  أسود بن عامر  ، عن شريك  ، عن  الأعمش  ، قال: بكى  حذيفة  في صلاته ، فلما فرغ التفت فإذا رجل خلفه ، فقال: لا تعلمن هذا أحدا  . 
أخبرنا محمد بن أبي القاسم  ، [أخبرنا أحمد بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني  ، أخبرنا عبد الرحمن بن العباس  ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الحربي  ، أخبرنا محمد بن يزيد الآدمي  ، حدثنا يحيى بن سليم  ، عن إسماعيل بن كثير]  ، عن زياد مولى ابن عباس  ، قال: حدثني من دخل على  حذيفة  في مرضه الذي مات فيه ، فقال: لولا أني أرى هذا اليوم آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة لم أتكلم به ، اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى ، وأحب الذلة على العز ، وأحب الموت على الحياة ، حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، ثم مات رحمه الله . 
أخبرنا القزاز  ، قال أخبرنا  أبو بكر الخطيب  ، [أخبرنا الحسن بن أبي بكر  ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي  ، أخبرنا  يحيى بن أبي طالب  ، أخبرنا علي بن أبي عاصم  ، حدثنا حصين بن عبد الرحمن  ، عن أبي وائل]  ، عن خالد بن ربيع العبسي  ، قال: سمعنا بوجع  حذيفة  فركب إليه أبو مسعود الأنصاري  في نفر أنا فيهم إلى المدائن  ،  [ ص: 107 ] فأتيناه في بعض الليل ، فقال: هل جئتم بأكفاني؟ قلنا: نعم ، قال: فلا تغالوا بكفني ، أفإن يكن لصاحبكم عند الله خير يبدل خيرا من كسوتكم وإلا يسلب سلبا سريعا ، ثم ذكر عثمان  ، فقال: اللهم لم أشهد ، ولم أقتل ، ولم أرض  . 
أخبرنا القزاز  ، قال: أخبرنا الخطيب  ، قال: أخبرنا ابن الفضل  ، قال: حدثنا ابن درستويه  ، قال: حدثنا يعقوب  ، قال: حدثنا  عبيد الله بن موسى  قال: حدثنا سعيد بن أوس  ، عن بلال بن يحيى  ، قال: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة . 
أخبرنا القزاز  ، أخبرنا الخطيب   [قال: أخبرنا ابن بشران  ، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان   ] ، قال: حدثنا القرشي  ، قال: حدثنا محمد بن سعد  ، قال: مات  حذيفة  سنة ست وثلاثين . اجتمع على ذلك  الواقدي ،   والهيثم بن عدي   . 
				
						
						
