الآية الحادية والعشرون قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله  اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل    } . 
فيها خمس مسائل : المسألة الأولى : قوله : { ما لكم    } : ما : حرف استفهام ، التقدير : أي شيء يمنعكم عن كذا ؟ كما تقول ما لك عن فلان معرضا . 
ونظامه الصناعي ما حصل لك مانعا لكذا أو كذا . 
وكذا تقول : ما لك تقوم وتقعد ؟ التقدير : أي شيء حصل لك مانعا من الاستقرار ؟ المسألة الثانية : قوله : { انفروا في سبيل الله    } : يقال : نفر إذا زال عن الشيء . 
وتصريفه نفر ينفر نفيرا ، ونفرت الدابة تنفر نفورا ، وكأن النفور في الإباية ، والنفير في الإقبال والسعاية . 
وقد يؤلفان على رأي من يرى تأليف المعاني المختلفة تحت اللفظ الواحد بوجه يبعد تارة ويقرب أخرى ، ويكون تأويله هاهنا : زولوا عن أرضيكم وأهليكم في سبيل الله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					