المسألة الثالثة : { وأزواجه أمهاتهم    } ولسن لهم بأمهات ، ولكن أنزلن منزلتهن في الحرمة ، كما يقال : زيد الشمس ، أي أنزل في حسنه منزلة الشمس ، وحاتم البحر أي أنزل في عموم جوده بمنزلة البحر ; كل ذلك تكرمة للنبي صلى الله عليه وسلم وحفظا لقلبه من التأذي بالغيرة . 
قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار    : { تعجبون من غيرة  سعد  ، لأنا أغير منه ، والله أغير مني   } . ولهذا قال : { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا  [ ص: 542 ] أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما    } . ولم ينزل في هذه الحرمة أحد منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ولا روعيت فيه هذه الخصيصة ، وإن غار وتأذى ; ولكنه محتمل مع حظ المنزلة من خفيف الأذى . 
المسألة الرابعة : قال بعض المفسرين : حرم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم على الخلق من بعده  ، وإنما أخذه من قوله : { ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما    } فكل من طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخلى عنها في حياته فقد اختلف في ثبوت هذه الحرمة بينه وبينهن ، فقيل : هي لمن دخل بها دون من فارقها قبل الدخول . 
وقد هم  عمر  برجم امرأة فارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنكحت بعده ، فقالت له : ولم ؟ وما ضرب علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حجابا ولا دعيت أم المؤمنين . فكف عنها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					