[ ص: 98 ] سورة الدخان فيها ثلاث آيات 
الآية الأولى قوله تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين    }    . 
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى قوله : { إنا أنزلناه في ليلة مباركة    } يعني أن الله أنزل القرآن بالليل  ، وقد بينا أن منه ليليا ومنه نهاريا ومنه سفري وحضري ، ومنه مكي ومدني ، ومنه سمائي وأرضي ، ومنه هوائي ; والمراد هاهنا ما روي عن  ابن عباس  أنه أنزل جملة في الليل إلى السماء الدنيا ، ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم نحو ما في عشرين عاما ونحوها . المسألة الثانية قوله : { مباركة    } 
البركة : هي النماء والزيادة ، وسماها مباركة لما يعطي الله فيها من المنازل ، ويغفر من الخطايا ، ويقسم من الحظوظ ، ويبث من الرحمة ، وينيل من الخير ، وهي حقيقة ذلك وتفسيره . المسألة الثالثة تعيين هذه الليلة : 
وجمهور العلماء على أنها ليلة القدر ، ومنهم من قال : إنها ليلة النصف من شعبان ; وهو باطل ; لأن الله تعالى قال في كتابه الصادق القاطع : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن    } فنص على أن ميقات نزوله رمضان ، ثم عبر عن زمانية الليل هاهنا بقوله : { في ليلة مباركة    } فمن زعم أنه في غيره فقد أعظم الفرية على الله ، وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه ، لا في فضلها ، ولا في نسخ الآجال فيها ، فلا تلتفتوا إليها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					