[ ص: 174 ] المسألة الثانية قوله تعالى : { يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين    }    : فيه خمسة أقوال : الأول : يخربون بأيديهم بنقض الموادعة ، وبأيدي المؤمنين بالمقاتلة ; قاله الزهري    . 
الثاني : بأيديهم في تركهم لها ، وبأيدي المؤمنين في إجلائهم عنها ; قاله  أبو عمرو بن العلاء    . 
الثالث بأيديهم داخلها ، وأيدي المؤمنين خارجها ; قاله عكرمة    . 
الرابع كان المسلمون إذا هدموا بيتا من خارج الحصن هدموا بيوتهم يرمونهم منها . 
الخامس كانوا يحملون ما يعجبهم فذلك خراب أيديهم . 
وتحقيق هذه الأقوال : أن التناول للإفساد إذا كان باليد كان حقيقة ، وإن كان بنقض العهد كان مجازا ، إلا أن قول الزهري  في المجاز أمثل من قول  أبي عمرو بن العلاء    . 
المسألة الثالثة زعم قوم أن من قرأها بالتشديد أراد هدمها ، ومن قرأها بالتخفيف أراد جلاءهم عنها ; وهذه دعوى لا يعضدها لغة ولا حقيقة ، والتضعيف بديل الهمزة في الأفعال . 
				
						
						
