المسألة الثانية قوله تعالى : { وإذا كالوهم    } يعني كالوا لهم ، وكثير من الأفعال  [ ص: 316 ] يأتي كذلك كقولهم : شكرت فلانا وشكرت له ، ونصحت فلانا ونصحت له ، واخترت أهلي فلانا واخترت من أهلي فلانا ، سواء كان الفعل في التعدي مقتصرا أو متعديا أيضا ; وقد بيناه في الملجئة . 
المسألة الرابعة قوله : { وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون    }    ; فبدأ بالكيل قبل الوزن ; والوزن هو الأصل ، والكيل مركب عليه ، وكلاهما للتقدير ، لكن البارئ سبحانه وضع الميزان لمعرفة الأشياء بمقاديرها ; إذ يعلمها سبحانه بغير واسطة ولا مقدر . ثم قد يأتي الكيل على الميزان بالعرف ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { المكيال مكيال أهل المدينة  ، والميزان ميزان أهل مكة    } فالأقوات والأدهان يعتبر فيها الكيل [ دون الوزن ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث وهي تكتال بالمدينة  فجرى فيها الكيل ] ، وكذلك الأموال الربوية يعتبر فيها المماثلة بالكيل دون الوزن ، حاشا النقدين ، حتى أن الدقيق والحنطة يعتبر فيهما الكيل ، وليس للوزن فيهما طريق ، وإن ظهر بينهما زيغ فهو كظهوره بين البرين ، وذلك غير معتبر ، وقد بيناه في مسائل الفقه . 
المسألة الخامسة روى ابن القاسم  عن  مالك  أنه قرأ : { ويل للمطففين    } [ مرتين قال : مسح المدينة  من التطفيف وكرهه كراهية شديدة . وروى أشهب  قال : قرأ  مالك    : { ويل للمطففين    } ] ، فقال : لا تطفف ولا تجلب ولكن أرسل وصب عليه صبا ، حتى إذا استوى أرسل يدك ولا تمسك . 
وقال عبد الملك بن الماجشون    : { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التطفيف   } 
وقال : إن البركة في رأسه . قال : بلغني أن كيل فرعون  كان طفافا مسحا بالحديدة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					