[ ص: 327 ] سورة الأعلى [ فيها أربع آيات ] الآية الأولى قوله تعالى : { سنقرئك فلا تنسى     } : فيها مسألتان : 
المسألة الأولى قوله : { سنقرئك    } أي سنجعلك قارئا ، فلا تنسى ما نقرئك . وقد تقدم ذكره . وقد روى  ابن وهب  قال : سألت  مالكا  عن قوله : { سنقرئك فلا تنسى    } قال : فتحفظ . قال علماؤنا : يريد  مالك  أن الله لم يأمره بترك النسيان ; إذ كان ليس من استطاعته ، ولكنه قدم له تركه ، وحكم له بأنه لا ينسى ما أنزل عليه . 
قال القاضي : وهذا صحيح ; لأن تكليف الناسي في حال نسيانه أن يصرف نسيانه لا يعقل قولا ، فكيف يكون مكلفا به فعلا . 
فإن قيل : فقد قال الله عز وجل . { ولا تنس نصيبك من الدنيا    } . 
قلنا . معناه لا تترك . وقد بينا أن النسيان هو الترك لغة . والترك على قسمين : ترك بقصد ، وترك بغير قصد . والتكليف إنما يتعلق بما يرتبط بالقصد من الترك والله أعلم . 
				
						
						
