قوله تعالى : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم    } . 
فيه تسع مسائل : المسألة الأولى : قوله تعالى : { جعل الله    } : وهو يتصرف على ثلاثة أوجه    : 
الأول : بمعنى سمى ، ومنه قوله تعالى : { إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون    } . وقد بيناه في كتاب المشكلين بما ينبغي . 
الثاني : بمعنى خلق ، كما ورد في القرآن كثيرا ، منها قوله سبحانه : { وجعل الظلمات والنور    } . 
الثالث : بمعنى صير ، كقولك ، جعلت المتاع بعضه على بعض . 
وتحقيقه هاهنا خلق ثانيا وصفا لشيء مخلوق أولا ، وذلك أنه خلق الكعبة  وجودا أولا ، ثم خلق فيها صفات ثانيا ، ف " خلق " عام في الأول والثاني ، و " جعل " خاص في الثاني خبر عن الصفات التي فيها على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					