قوله تعالى : وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين    . 
قوله تعالى : وكذلك فتنا بعضهم ببعض   أي : كما فتنا من قبلك كذلك فتنا هؤلاء . والفتنة الاختبار ; أي : عاملناهم معاملة المختبرين . ليقولوا نصب بلام كي ، يعني الأشراف والأغنياء . أهؤلاء يعني الضعفاء والفقراء . من الله عليهم من بيننا  قال النحاس    : وهذا من المشكل ; لأنه يقال : كيف فتنوا ليقولوا هذه الآية ؟ لأنه إن كان إنكارا فهو كفر منهم . وفي هذا جوابان : أحدهما : أن المعنى اختبر الأغنياء بالفقراء أن تكون مرتبتهم واحدة عند النبي صلى الله عليه وسلم ، ليقولوا على سبيل الاستفهام لا على سبيل الإنكار أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ، والجواب الآخر : أنهم لما اختبروا بهذا فآل عاقبته إلى أن قالوا هذا على سبيل الإنكار ، وصار مثل قوله : فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا    . أليس الله بأعلم بالشاكرين  فيمن عليهم بالإيمان دون الرؤساء الذين علم الله منهم الكفر ، وهذا استفهام تقرير ، وهو جواب لقولهم : أهؤلاء من الله عليهم من بيننا  وقيل : المعنى أليس الله بأعلم من يشكر الإسلام إذا هديته إليه . 
				
						
						
