قوله تعالى ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط  
  [ ص: 384 ] يعني أبا جهل  وأصحابه الخارجين يوم بدر  لنصرة العير . خرجوا بالقيان والمغنيات والمعازف ، فلما وردوا الجحفة  بعث خفاف الكناني    - وكان صديقا لأبي جهل    - بهدايا إليه مع ابن له ، وقال : إن شئت أمددتك بالرجال ، وإن شئت أمددتك بنفسي مع من خف من قومي . فقالأبو جهل    : إن كنا نقاتل الله كما يزعم محمد  ، فوالله ما لنا بالله من طاقة . وإن كنا نقاتل الناس فوالله إن بنا على الناس لقوة ، والله لا نرجع عن قتال محمد  حتى نرد بدرا  فنشرب فيها الخمور ، وتعزف علينا القيان ، فإن بدرا  موسم من مواسم العرب ، وسوق من أسواقهم ، حتى تسمع العرب بمخرجنا فتهابنا آخر الأبد . فوردوا بدرا  ولكن جرى ما جرى من هلاكهم . والبطر في اللغة : التقوية بنعم الله عز وجل وما ألبسه من العافية على المعاصي . وهو مصدر في موضع الحال . أي خرجوا بطرين مرائين صادين . وصدهم إضلال الناس . 
				
						
						
