قوله تعالى : ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير   ذلك بأن الله هو الحق  أي ذو الحق ؛ فدينه الحق وعبادته حق . والمؤمنون يستحقون منه النصر بحكم وعده الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل  أي الأصنام التي لا استحقاق لها في العبادات . وقرأ نافع ،  وابن كثير ،  وابن عامر ،  وأبو بكر    ( وأن ما تدعون ) بالتاء على الخطاب ، واختاره أبو حاتم    . الباقون بالياء على الخبر هنا وفي لقمان ، واختاره أبو عبيد    . وأن الله هو العلي  أي العالي على كل شيء بقدرته ، والعالي عن الأشباه والأنداد ، المقدس عما يقول الظالمون من الصفات التي لا تليق بجلاله . ( الكبير ) أي الموصوف بالعظمة والجلال وكبر الشأن . وقيل : الكبير ذو الكبرياء . والكبرياء عبارة عن كمال الذات ؛ أي له الوجود المطلق أبدا وأزلا ، فهو الأول القديم ، والآخر الباقي بعد فناء خلقه . 
				
						
						
