قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون    . 
قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب   يعني التوراة ; قاله قتادة  قال يحيى بن سلام    : هو أول كتاب - يعني التوراة - نزلت فيه الفرائض والحدود والأحكام وقيل : الكتاب هنا ست من المثاني السبع التي أنزلها الله على رسوله محمد  صلى الله عليه وسلم ; قاله ابن عباس  ، ورواه مرفوعا . من بعد ما أهلكنا القرون الأولى  قال أبو سعيد الخدري  قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أهلك الله قوما ولا قرنا ولا أمة ولا أهل قرية بعذاب من السماء ولا من الأرض منذ أنزل الله التوراة على موسى  غير القرية التي مسخت قردة . ألم تر إلى قوله تعالى : ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى   [ ص: 267 ] أي من بعد قوم نوح   وعاد  وثمود  وقيل : أي من بعد ما أغرقنا فرعون  وقومه وخسفنا بقارون    ( بصائر للناس ) أي آتيناه الكتاب بصائر أي ليتبصروا ( وهدى ) أي من الضلالة لمن عمل بها ( ورحمة ) لمن آمن بها ( لعلهم يتذكرون ) أي ليذكروا هذه النعمة فيقيموا على إيمانهم في الدنيا ، ويثقوا بثوابهم في الآخرة
				
						
						
